من المسؤول عن تغييب المشهد الثقافي والفني عن البلد؟! هو نفسه الذي حصر الناس داخل دائرة مغلقة من السجال الفكري العقيم الذي عادة ما نراه في "تويتر" أو في المقاهي أو حتى في المجالس! وإذا سألتم الشارع: هل نحن نعيش أزمة ثقافية؟ سيجيب: نعم؛ لأن الحراك الثقافي اليوم بدون عجلات، والنشاط الفني ـ للأسف ـ يعيش أسوأ فتراته، ولذلك من الطبيعي أن تنشأ أجيال تعقبها أجيال أخرى لا تعير للثقافة والفن أي اعتبار أو اهتمام!

التراجع المخيف في النشاط الثقافي والفني، أفرز لنا الكثير من السلبيات، فتمت أدلجة الإعلام التلفزيوني وفقا لعوامل البيئة من قنوات "المزايين" إلى قنوات "الأفراح الشعبية"، وصولا إلى قنوات "طائفية" تبث الفرقة والفتنة، إلى جدل حول "شرعنة" افتتاح دور سينما، وانتهاء بممثلين عاطلين عن العمل أكثر فترات العام!

النشاط الفني، وأخص الدرامي، ابتعد كثيرا عن حياة الناس، وهرب من بيروقراطية التلفزيون إلى فضاء الإنترنت، عبر أعمال أقل ما يقال عنها إنها "تهريج" و"طقطقة"، وأصبحت ملاعب الكرة "مسارح" لبرامج الإثارة المفتعلة والتعصب الرياضي، فأي إعلام يجني على الناس بهذه الطريقة؟ ببساطة، إنها "فوضى" ثقافية بامتياز!

الفنون هي المنجاة من التطرف، وأيسر السبل نحو التسامح والتعايش.