تنظم الإدارة العامة للزراعة بمنطقة القصيم، بالتعاون مع برنامج التعاون الفني بين وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة غدا الثلاثاء، لقاءً مع مزراعي النخيل حول المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، يشارك فيه عدد من الخبراء المحليين والدوليين، ويعرضون خلاله برنامج مكافحتها في مختلف مناطق المملكة، فضلا عن أحدث الطرق التي تجري الأبحاث عليها، ومن بينها "تجربة الطاردات" و"اجذب واقتل" واللتين أثبتتا فعالية وكفاءة لدى استخدامها.

وأوضح وكيل وزارة الزراعة، المنسق الوطني لبرنامج منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في المملكة الدكتور خالد الفهيد، أن اللقاء الذي يمتد على مدار يوم كامل، يمثل فرصة جيدة لتبادل النقاش بين المزارعين والخبراء من داخل المملكة وخارجها، ويأتي ضمن الفعاليات التي تنظمها الوزارة بهدف تعزيز جهود المكافحة المتكاملة للحشرة، لافتا إلى أن المكافحة تبدأ من مرحلة الاستكشاف عبر استخدام المصائد الفرمونية الكيرمونية، إضافة للوسائل الأخرى، ومن ثم الرش باستخدام مبيدات كيميائية وحيوية آمنة، مرورا بحقن النخلة المصابة باستخدام أجهزة تحت ضغط منخفض لدفع المبيد داخل جذعها، ليصل لمواقع الإصابة بكمية قليلة. فيما تتكفل مرحلة الإزالة بسرعة التخلص من النخيل المصاب الذي لا يمكن معالجته، حيث يتم قلعه من قبل مؤسسات متخصصة، ونقله بطريقة آمنة إلى آلات الفرم، لكي لا يشكل بؤرة لانتقال الإصابة لأشجار النخيل المجاورة.

وأكد الفهيد أن الوزارة اتخذت قرارات صارمة لمنع انتشار الحشرة، حيث تطبق عقوبات بحق المخالفين لتعليمات الحجر الزراعي الداخلي، ونقل النخيل من المواقع المصابة أو التهريب. وشدد على أهمية تعاون المزارعين مع المسؤولين والخبراء، حيث إن المزارعين يعتبرون العامل الأهم لنجاح جهود المكافحة المتكاملة للسوسة، وتحقيق نتائج إيجابية، بعد توفيق الله.

من جانبه، أشار منسق برنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الدكتور عبدالله وهبي، إلى أن اللقاء سيكون شاملا لكثير من الجوانب التي تهم المزارع، حيث سيتم التطرق لوضع سوسة النخيل الحمراء في مناطق المملكة بشكل عام، وبرنامج المكافحة المتكاملة في منطقة القصيم، موضحا أنه سيتم عرض أحدث التطورات التي طرأت في أساليب المكافحة، ومن بينها تقنيتين تجري الأبحاث عليهما في إطار مشروع تعاون الوزارة مع "الفاو" الخاص بأبحاث النخيل والتمور، وهما تقنية "الطاردات الفرمونية" والتي تم تجربتها في الحقول التي شهدت معدلات إصابة عالية، فسجلت معدلات اصطياد كبيرة، وأثبتت قدرة على تخفيض نسبة الإصابة بالسوسة، لافتا إلى أن آلية استخدامها تتمثل في وضع الطاردات وسط الحقل لطرد السوسة إلى الخارج في اتجاه المصائد الفرمونية المثبتة في أطراف الحقل، ليتم اصطياد حشرات السوسة البالغة.

أما تقنية "اجذب واقتل" فتقوم على استخدام الفرمون دون غذاء، حيث يتم جذب السوسة إلى المصيدة، وقتلها.

وأضاف وهبي أن اللقاء سيركز على طرق استكشاف السوسة بشكل مباشر، عبر التعرف على شكل الحشرة، ودورة حياتها، وعلامات إصابة النخيل بها، وكيفية التعامل مع الأشجار المصابة، إما بعلاجها بالتقنيات الموجودة، أو نقلها بالطرق الملائمة تمهيدا لفرمها، فضلا عن تعريف المزارعين بآخر المستجدات في مجال مكافحة السوسة.