استغل عدد من الباعة ومقدمي خدمات المياه والمشروبات والمأكولات الخفيفة، إقبال المتنزهين على بعض المواقع التي يتنزهون فيها ليوفروا لهم بعض الخدمات التي تفتقدها تلك المواقع بطريقة مبتكرة، خاصة مياه الشرب في ظل ارتفاع درجات الحرارة في العاصمة.

ورصدت "الوطن" عددا من باعة المياه الذين يوفرونها بأسلوب يعتمد على أمانة وضمير المستهلكين، ومن ذلك قيام بائع مياه بإيقاف صهريج صغير مملوء بالمياه الصالحة للشرب وترك للزبائن دفع الحساب في صندوق صغير بعد تعبئتهم للماء، بواقع ريالين للقارورة المتوسطة الحجم، في حين يكون الشرب بالمجان لمن يروي عطشه ويغادر المكان دون حمل الماء، حيث وضع صندوقاً حديدياً مغلقاً بقفل معدني ويحتوي على فتحة صغيرة لإدخال النقود بداخله، ولوحظ أن المستثمر أوقف صهريجه في أكثر المواقع ارتياداً من قبل سكان شرق الرياض وهي الساحات الفسيحة المحيطة باستاد الملك فهد التي تفتقد لوجود خدمات تلبي احتياجات المتنزهين.

كما رصدت الصحيفة بائع مياه شرب متجولاً في أحد المواقع التي يمارس فيها السكان رياضة المشي وهو يوفر عبوات مياه في حوض مبرد ووضع لافتة تقول "الحبة بريال وإن لم يتوفر لديك المال فهي في سبيل الله"، وسط استحسان الكثير من مرتادي الممشى لهذه الطريقة في العرض بحيث توفر لهم مياه الشرب في مواقع يحتاجونها، وفي نفس الوقت توفر على من لا يملك المال الحصول على الماء بالمجان، وترفع روح المساعدة والوعي وحب العمل الخيري وترسيخ الثقة والأمانة لدى النشء بحسب المواطن عبدالعزيز الشهراني، مشيراً إلى أهمية تفعيل مثل هذه المبادرات التي تسهم في نشر ثقافة التطوع وحب عمل الخير للمحتاجين، مضيفاً أنها في نفس الوقت طريقة ذكية للتسويق في ظل أمانة الكثير من الناس الذين لا يمكن أن يستولوا على حقوق غيرهم بدون دفع ما عليهم من نقود.

فيما يشير المواطن رجاء العنزي إلى أن بعض المواقع التي يرتادها سكان العاصمة للتنزه أو ممارسة الرياضة تحتاج إلى اهتمام أكبر من خلال توفير المتطلبات التي يحتاجونها بأسعار معقولة تحول دون استغلالهم من الباعة المتجولين، ومن عناء البحث عن متطلباتهم في مواقع بعيدة من مكان تنزههم.