الواقع الإعلامي الفضائي الآن، يقول بكل وضوح العبارة التالية: لا يوجد شيء اسمه قناة صغيرة، وأخرى كبيرة.

قبل أيام، تابعت باهتمام بالغ، الحادثة التي هزّت إسرائيل هزاً، وفي عزّ الظهيرة، وهي حادثة دهس ما لا يقل عن 8 مواطنين إسرائيليين، بواسطة حافلة نقل ركاب، كان يقودها فلسطيني، بينما كان الإسرائيليون ينتظرون في موقع انتظار الحافلات على جانب الطريق.

الذي لفت انتباهي، في تلك اللحظة، لحظة بث الخبر، أن القناة الوحيدة التي كانت كاميرتها في الموقع، بعد الحادثة بقليل، وبنقل مباشر، هي قناة سكاي نيوز.

قنوات إخبارية كبرى، معروفة بمهنيتها لدى الناس، وسبقها الخبري، مثل: "الجزيرة"، و"العربية"، و"بي بي سي العربية"، كلها كانت غائبة، عن اللحظة الخبرية، في حادثة دهس الإسرائيليين، رغم "سخونة" الخبر زماناً ومكاناً.

بعد مدة لا تقل عن 15 دقيقة، أظهرت الجزيرة الخبر نفسه في شاشتها، وعلى خلفية لونية حمراء، وببنط كتابة كبير، وبدأته بكلمة: عاجل.

هذه الـ 15 دقيقة، في العرف المهني الإعلامي، لها دلالاتها على مستوى، المهنية، والسبق، والحضور، وحتى على مستوى الهيبة المعنوية لاسم القناة الإخبارية، خاصة إن كانت القناة كبيرة، ولها اسم وتاريخ.

هذه الحادثة البسيطة، تقول بعبارة بسيطة أيضاً: الفضاء ليس له كبير.