في مونديال 82 بإسبانيا خلع باولو روسي بدلة السجن بعد ضلوعه في قضية فساد وارتدى قميص المنتخب الإيطالي ليصبح بطلا قوميا، بعد أن ساهمت أهدافه الثلاثة في أبعاد أفضل منتخب برازيلي على مر التاريخ من ذلك المونديال.
لم يكن روسي ساحرا ولا المنتخب البرازيلي ضعيفاً، لكن كرة القدم أدارت ظهرها للبرازيل في تلك الليلة.
مكائن ألمانيا في آخر مونديال حطمت كل من وقف في طريقها ولم تتوقف إلا في منصة التتويج توقع بعدها الجميع أن (المانشفت) سيواصلون حملة التحطيم لما بعد المونديال لنتفاجأ بأنهم يتعثرون في التصفيات الأوروبية أمام منتخبات لا تحمل خصائص المكائن الألمانية.
إذاً هي كرة القدم تدير ظهرها ولا تعترف بقانون أفضلية (الورق والتاريخ).
الهلال في نهائي آسيا كان عريسا قبل الموعد، (تبخر) قبل الوصول لقاعة العرس وحدد مواعيد شهر العسل وأماكنها، فالفريق المقابل (ابن العامين) لا تزال أمامه سنوات حتى يحتفل (بعرسه) إلا أن كرة القدم مارست نفس الدور، أدارت ظهرها للعريس في ليلة زفافه.
ببساطة كرة القدم (علم غير صحيح)، ما يكتب على الورق بناء على أفضلية وتاريخ وقدرات ومهارات ليس شرطا أن يتحقق داخل الميدان، وهذا هو جنون كرة القدم.
في كرة القدم يخطئ الحكم ويخطئ المهاجم ويخطئ المدرب، وتتحول مع هذه الأخطاء بوصلة الفرح والحزن من فريق لآخر.
اختلاق الذرائع والبحث عن أسباب في أدراج المكاتب والغرف المظلمة ودهاليس مكاتب المراهنات هو تعد على قانون (المجنونة)، التي ممكن أن تقابلك بابتسامة أو أن تظهر لك وجهها القبيح، وتدير لك ظهرها بعد ذلك وهذا هو ما حدث للهلال.
فواصل
كل الهلاليين تحدثوا بصوت واحد قبل النهائي طالبين من الجميع الحضور والتواجد والدعم لأن المهمة وطنية.
حضور جماهيري قبل الموعد بيوم كامل، مبيت إلى جوار الملعب، إغلاق البوابات بعد افتتاحها بساعتين.
جميلة هذه الوطنية والأجمل أن تتكرر مع المنتخب في كأس الخليج إن كانت فعلا المهمة وطنا وليس ناديا، واللي ما يحضر يشجع المنتخب "العنوا ......" كملوا الجملة.