رحم الله كل سعودي ومقيم مات على ثرى هذا الوطن الطاهر، وتغمد الله برحمته شهداءنا من رجال الأمن وممن أزهقت أرواحهم في العمليات الإرهابية وشهدتها الرياض "نوفمبر 1995"، مرورا بتفجير أبراج الخبر "يونيو 1996" بمدينة الخبر.. إلخ العمليات ولطالما استهدفت الوطن وقيادته وخيارات وإرادة إنسانه التي انحازت للتعايش بتحضر ووطنية.

وفي حادثة محافظة الأحساء الوادعة التي تمثل "نبضة سعودية في قلب الوطن" مثل جميع المحافظات، وما يصيب المواطن فيها موجه للجميع؛ تكشف العملية الإرهابية حجم احتضار التنظيمات الإرهابية ومن يؤيدها من رواد الدمار العربي. وكالعادة ما خفف المصاب سطوع أداء وزارة الداخلية بما يبرح التنظيمات الإرهابية ويحبطها ويوضح لها حجم ضآلتها، وهي رسالة لمن يعتقد في نفسه أن طائفيته أو خزي عمالته وتكسبه وارتزاقه من الاستثمار في التأجيج الطائفي، سوف تؤثر على الوحدة الوطنية التي قدمت عبر الفعاليات الوطنية الإيجابية على إثر حادثة الإحساء ما يستحق أن يكون دائما، وفي جميع الأحداث حاضرا، خاصة عندما تلقى الزجاجات الحارقة على رجال الأمن ويتم استهدافهم ومحاولة حرقهم في السيارات التي تحمي المواطنين والمقيمين..

يقول المسؤوول عن مجلس العزاء المستهدف في القرية، سالم المشرف: منذ تأسيس "حسينية المصطفى" قبل 25 عاما، وحتى قبلها لم تشهد محافظة الأحساء هذه الأمور، تعايشنا مع إخواننا في الوطن باحترام متبادل، يؤجلون حفلات أعراسهم إلى ما بعد ذكرى عاشوراء، احتراما لشعائرنا وقضايانا المذهبية.. إلخ التصريحات الإيجابية التي وردت في التغطيات.

لماذا نحتاج إلى كوارث لنعبر وننقل تجليات التعايش وإيجابياته كأسلوب حياة في السعودية؟ لماذا يوجد لدى الأجيال قصور في المعلومة حتى إذا ما أتت ملوثة من "الخارج المترصد" نجني ثمارها السامة أعمالا عدوانية وإرهابية؟ إطلاق النار على إحدى الحسينيات في محافظة الأحساء لم يعن المكابرة على كون الجناة في أي مكان، ورغم تعدد المناطق إلا أن أداء وزارة الداخلية ويقظتها في 6 مدن كان استباقيا، الرياض (محافظة شقراء وبريدة والبدائع) والشرقية (الأحساء والخبر) وكم تطايرت الأكاذيب وكم اختلق الإعلام المعادي ما يروجه عن التمييز وغيره، وكم ابتلعت هذه البلاد وتجاهلت لأنها مسألة أسلوب حياة، يعيشه المواطن كما يريد حتى تتحرك أيدي الغدر التي تعم فوضاها العالم، وليس منطقتنا فقط.

بلادنا ترد على الإعلام المعادي بالأفعال، وبين ما يبهج من تلاحم وطني وما يزعج؛ وهو غياب تفعيله وإبرازه إعلاميا وجعل رسائله ممتدة بما يجعلها تصل إلى الأجيال، تبقى الوحدة الوطنية سياجا منيعا في نحر الإرهابي الغادر والمتكسب من إشعال الطائفية.