كنت قد انتهيت تماما من كتابة فكرة (مقالي) لهذا الصباح وتحت العنوان المنتهي، سؤال لمعالي الوزير، لولا أنني قرأت الخبر العاجل بتكليف وزير جديد لوزارة الثقافة والإعلام، وشكرا من الأعماق لصديق الحرف والكلمة معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة على كل يوم من مسيرتك الطويلة في خدمة هذا الوطن. والآن آن لي أن أغير مجرد العنوان إلى ما هو مكتوب بعاليه. عن التغريدة الأخيرة لمعالي الوزير وهو يقول: (لكل من سأل: لقد أمرت بإغلاق مكتب قناة وصال في الرياض ومنع أي بث لها من المملكة. وهي ليست قناة سعودية من الأساس). هذا الظرف الوطني الدقيق لا يحتمل شطب كلمة ولا تغيير مجرد حرف. ولهذا سأعود في المقال (المعدل) إلى آخر 25 حرفا في تغريدة معالي الوزير حين قال: هي ليست قناة سعودية من الأساس.
فكرت ثم تأملت. أحسنت الظنون وأسأتها أيضا. إن لم تكن هذه القناة سعودية من الأساس، وهي تبث من قلب الرياض، فلمن إذاً ستكون؟ ومن الملاك؟ وما الأجندة وراءها؟ وما الهدف؟ إذا كان وزير الإعلام لا يعرف فكيف لنا أن نعرف؟ إن لم تكن القناة سعودية من الأساس فمن هم الأساس إذاً؟ هل هي لجماعة الإخوان أم لجماعة التبليغ والدعوة؟ هل هي للسلفية الجهادية أم لحماس؟ هل هي قناة أنصار بيت المقدس أم هي تحويلة (فضائية) لداعش؟ هل هي القناة الناطقة لـ"بوكو حرام" النيجيرية أم هي قناة لمنظمة الشباب المسلم الصومالية؟ وحين ذهبت إلى النقيض، وإلى الظن السيئ، فكرت ثم تأملت: هل كانت القناة صوتا (مدسوسا) لحسن نصر الله؟ هل كانت القناة (درسا رخيصا) لما لم تستطع أن تقوله قناة (كربلاء)؟ هل هي الصورة الاستخباراتية للملالي وأصحاب العمائم الذين أرادوا زرعها في قلب الرياض للتحدث بالتشويه وزرع الفتنة نيابة عن أصفهان ومدارس (قم)؟ هل انطلت على علمائنا ودعاتنا كل هذه الحيل الاستخباراتية في ثوب إعلامي باسم (وصال) من أجل بث ونشر هذه الفتنة القاتلة لنسيجنا الوطني؟ هل وصلنا إلى هذه الدرجة وإلى حد أن الوزير المسؤول لا يعرف أجندة أو مالك أو هدف قناة تبث من أعرض شوارع الرياض ثم يقول لنا: هي ليست قناة سعودية من الأساس....؟!