حتى تعرف معنى المهنية الإعلامية، وحيادية الطرح ومنطقيته وإنصافه، لا بد أن تقف على تناول ما حدث من جريمة إنسانية في الأحساء، استهدفت الطائفة الشيعية، بطريقة كل من الإعلامي القدير علي العلياني في برنامجه يا هلا، والإعلامي الكبير داود الشريان في برنامجه في "الثامنة"، حيث تألق العلياني كعادته مع ضيوفه في تناول الجريمة البشعة بكل شفافية ووضوح مسميا الأشخاص والأسماء والأحداث بمسمياتها، منصفا المجني عليه، مشيرا إلى الجاني، مؤكدا على دور الشحن الطائفي ضد الشيعة في حدوث هذه الجريمة، التي يهدف الجناة منها إلى تفجير الفتنة، وجر وطننا الغالي إلى منزلق خطر، بينما سقط داود الشريان سقوطا مروعا، ساعد على ذلك ضعف ضيوفه الشيعة محاورة وتشخيصا للوضع وحضورا، حيث استأثر الشريان بساحة البرنامج، يبرر فيها للجناة ويفرض قناعاته وسط صمت الضيوف، أو حيرتهم، لولا ما تفضل به المفكر السعودي القدير توفيق السيف من محاولة لتعديل مسار الشريان وثامنته، لكن الأمر لم يرق للشريان الذي تخلص من مداخلة الدكتور السيف بشكل سريع ليعود لإكمال ما بدأه.

أسلوب الشريان لم ينجح في استفزاز أهل الضحايا، لأن حكومتنا الحكيمة سبقته بكل بمؤسساتها الرسمية ممثلة في وزارة الداخلية وهيئة كبار العلماء وسمو الأمير بدر بن جلوي في بلسمة جراحهم وتطييب خواطرهم، ولا عزاء للطائفيين.