يغلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي التابع لأرامكو السعودية، في 13 سبتمبر الجاري نافذة "أقرأ 2014"، وهو البرنامج الذي يؤهل لحمل لقب "قارئ العام"، الذي ترشح للمنافسة عليه 18 شابا وشابة ينتمون لمراحل التعليم الجامعية والثانوية والمتوسطة، على مستوى المملكة.
واختتم المركز تصفياته النهائية أخيرا في مدينة الخبر، التي استضافت 40 متنافسا في برنامج قرائي مكثف "الملتقى الإثرائي"، ضمن فعاليات مسابقة "قارئ العام" تميز بترسّخ تصور القراءة كفنٍّ إبداعي مستقلّ يملك القدرة على تحفيز العقل وتشكيل الوعي. كما تربط المسابقة التي دشنت في عامها الأول 2013 على نطاق طلاّب وطالبات المنطقة الشرقية، فن القراءة بفنون أخرى كالرسم والتمثيل وصناعة الفيديو.
الناطق الإعلامي بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي طارق الخواجي قال لـ"الوطن": المشاركون في المسابقة تحدثوا عن أهم الكتب التي تأثروا بها ونالت إعجابهم من خلال تعبئة نموذج يوجد على الموقع الإلكتروني، يرفق فيه المتسابق ملخصاً للكتاب بالطريقة التي يفضلها سواء عن طريق الفيديو أو عرض الشرائح. وتجاوزت أعداد المتقدمين 6000 طالب وطالبة، اختير 150 متقدما ومتقدمة منهم وعُرضت أعمالهم على لجان التحكيم التي اتّبعت معايير موحدة ومحددة لتقييم مستوى الأعمال المقدمة وأداء الشبان والفتيات، والتي تشمل القدرة على تلخيص المادة المقروءة بطريقة ملهمة وواضحة تعكس محتوى الكتاب، ووضوح الشغف بالقراءة والعمق المعرفي لدى المتسابق، والقدرة على التحليل والنقد وطرح وجهة النظر، ومهارات التواصل وعرض الأفكار، ومدى تميّز الكتاب وفرادة الموضوع.
وجاء الملتقى الإثرائي ضمن التصفيات نصف النهائية لفرز المتسابقين، حيث تلقى (17 شابا و23 شابة) تدريبات ومحاضرات متنوعة ضمن برنامج مكثف يصقل القدرات، وعلى إثره تأهل ثمانية عشر متسابقاً إلى المنافسات الأخيرة التي تجرى في الفترة ما بين 12 – 14 سبتمبر الجاري لاختيار ثلاثة نجوم للمراكز الأولى من كل مرحلة.
واتسم جدول أعمال أيام الملتقى بشعارات مستهدفة الموضوعات المترابطة والقراءة والأساليب الفنية التي ستؤطر عروض المشتركين بحيث يعتمد موضوع معين لليوم الواحد، من بينها "التراث"، و"اللغة" و"الاختلاف" و"الجمال". وكان من بين فعاليات الملتقى محاضرة للدكتور سمير الضامر حول الإنسان وأطلاله، ومحاضرة نواف البيضاني بعنوان "مثلث قطرب"، وعرض "كلمات تتحرك" طارق الحسيني، ركّز فيها على الفرق بين السيناريو والقصة والرواية، وعُقدت على هامشها ورشة عمل حول كيفية كتابة السيناريو. إضافة إلى إحياء الذكريات، وزرع قيمة الوفاء في نفوس الشباب من خلال محاضرة الدكتور عبدالله المغلوث بعنوان "منسيّون"، كما قدّم مدير برنامج إثراء الشباب الدكتور خالد اليحيا، محاضرة بعنوان "الأسماء كلّها" تماشياً مع موضوع "البيان والتبيين"، محدّثاً المشاركين عن فنون الكتابة والكتابة الإبداعية.
ويقدم المتسابقون عروضهم النهائية أمام لجنة التحكيم في أجواء من المتعة المشوبة بالقلق والترقب امتدت من الساعة التاسعة صباحاً حتى السابعة مساء.
إلى ذلك قالت عبير الخالد، مشتركة من تبوك من المرحلة الثانوية: "إن أكبر مشكلة يمكن أن يواجهها قارئ عربي تكمن في كونه معزولاً عن مجتمعه لندرة من يشاركه قراءاته، لكن مع مسابقة "أقرأ 2014م" التي ترعاها أرامكو السعودية، وُجد الحل المثالي لهذه المشكلة ليخوض القرّاء مغامرة مشتركة الكل فيها رابح"، وعبر عبدالله المحسن، المشترك في فئة الجامعة، الحائز على المركز الأول للشعر بمسابقة هيئة الشباب والشعر في ميلانو 2014م عن قصيدته "الموتى الجميلون"، التي ترجمت إلى اللغة الإنجليزية بواسطة الشاعر غسان الخنيزي، ومن ثم نُقلت إلى الإيطالية، عن سعادته بالتأهل للتصفيات نصف النهائية، وقال: "سعادتي اليوم لا تقلّ عن سعادتي بفوزي بالجائزة، وأطمح لأن أقدّم الشعر بطريقة مغايرة وأعيد لقصيدة النثر وهجها وحضورها".
يذكر أن مبادرة إثراء الشباب التي أطلقتها أرامكو السعودية قبل عامين وتستهدف مليوني شاب وشابة؛ ومن خلال عدة تطبيقات وبرامج مختلفة من بينها: أقرأ، أكتشف، أتميز، وأخيراً برنامج "أروي" لجائزة الإعلام الجديد الذي فتح أبوابه لتسلم الأعمال المرشّحة الأسبوع الماضي، تأتي جميعها تلبية للتطلعات المعرفية لأجيال من الشباب الذين يشكّلون اللبنة الأساس لمستقبل الوطن، وسواعد البناء التي يقوي عزيمتها تحفيز الخيال والقدرة على الابتكار والتجديد في العلوم ومناحي الحياة كافة.