إذا كان من عمل رياضي (عالمي) يحتذى على عدة أصعدة تعليميا وتطبيقيا وشمولية، فإن أكاديمية (أسباير) لا مثيل لها بشهادة خبراء من مختلف دول العالم في مختلف المجالات ذات العلاقة رياضيا وعلميا.

ومن جانبي حضرت افتتاحها عام 2005 بوجود الأساطير في مختلف الرياضات بينهم "بيليه" و"مارادونا"، وعشنا ثلاثة أيام لا تنسى، وعدت إليها قبل 4 أيام ممضيا ثلاثة أيام متابعا لمنتدى الدوحة الرياضي الدولي في نسخته الثالثة، والثالثة ثابتة دائما.

عاجز عن الشكر والتقدير والامتنان للقائمين على هذا المنتدى بدعوتهم الكريمة التي نستزيد منها في حياتنا العامة والرياضة خاصة، والمنتدى بأهدافه الذهبية شامل ومتشعب ومبرمج بدقة عالية، معزز بدورات يقدمها معهد الجسور الذي شارك في ورشة الدكتور حافظ المدلج مع عدة خبراء من مختلف دول العالم.

الجلسات تشدد على أهمية (قيم الرياضة) وتأثيرها في المجتمعات والتركيز على تنشئة الأطفال وصقل المواهب وتنوير عقولهم علميا وصحيا ومجتمعيا، مع محاربة كل طرق الفساد والتنافر.

وفي هذا الإطار من المهم جدا استتثمار النجوم في جذب الأطفال للرياضة التي يجب أن تفهم أنها ترفيه مفيد للجسم والعقل والمجتمع.

وعلى النجوم أن يكونوا قدوة صالحة وأن يتفاعلوا مع المناشط الحيوية، حيث تم الاستشهاد بمساهمة النجم العالمي (ميسي) في مواجهة مرض الملاريا بالسنغال.

وفي حضور فاعل على المسرح، تحدث الملاكم العالمي "جورج فولمان" عن حياته وكيف كان يثابر ليكون بطلا ويتحدى الأقوياء، وبعد الاعتزال سخر جهده ووقته للأطفال ورعايتهم مثلما يهتم بأبنائه وزوجته، أضف إلى ذلك حرصه على جلب السعادة للغير.

ومن النماذج العربية المشرقة، السباحة المصرية رانيا علواني التي تكرس جهدها حاليا للتوعية حول المنشطات، وأسست جمعية الرياضيين والسباحة في مصر، وتحدثت مع خبراء آخرين عن الابتكار والرياضة والصحة.

في جانب آخر أكثر إشراقا، نماذج تتحدى الإعاقة وتقاتل لمعيشة مطمئنة، بحضور مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، من بينهم أطفال بالأطراف الصناعية بما يؤكد تطور العلم والصناعة لخدمة البشر والبيئة، وعدم الاستسلام لأي عائق جسدي.

وحظيت "العنصرية" بنقاش عميق وساخن جدا ومدى مسؤولية جميع الجهات في التصدي لكل ما هو عنصري، والاستشهاد بأمثلة حية بمشاركة عدد كبير من ذوي الاختصاص على منصة النقاش من جنسيات متعددة.

جلسات كثيرة ومتنوعة من بينها أهمية دور الإعلام في إلهام المجتمع، والمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق الإعلام، وأن الرياضة أصبحت مسؤولية كونية تؤسس لأن تكون جزءا من المجتمع وعدم التأثر بالمشاكل السياسية، مع التشديد على أن الرياضة محرك استراتيجي، ومن واجب الاتحادات أن تعمل على صقل المواهب وتوفير البنية التحتية المناسبة، ولا بد أن يستوعب الإعلامي مسؤولياته تجاه رسالته السامية لمصلحة المجتمع والشباب الذين هم عماد المستقبل.

ومن الجلسات التي حظيت باهتمام المتابعين، أهمية الأرقام والإحصائيات في دعم خطط المدربين واستفادة اللاعبين من سلبيات منافسيهم أو مواجهة مزاياهم للحد من خطورتهم. وأن هذا العمل التقني عزز مفاهيم التسويق وقيمة الرياضة ماليا بما يفيد المجتمعات في الحد من البطالة ورفع مستوى الدخل وتحقيق الغايات الإبداعية.

الحضور القطري كان فاعلا على الصعيد الرسمي برعاية أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد، ومشاركة كوادر فاعلة من بينهم الشيخ فيصل بن مبارك، والشيخ سعود بن عبدالرحمن وحسن الذوادي، ودلال الدوسري، والدكتور محمد غيث الكواري، وماجد الخليفي.

الحضور السعودي، كالعادة، غير موجود لفائدة كوادر وشباب تستنير وتزداد علما وثقافة، وربما أعود لهذا الجانب في مقال خاص.

أما أكاديمة أسباير فالحديث عنها دائما ذو شجون ويثري الفكر والمستقبل، ولنا عودة بإذن الله.