أشياء جميلة هذا الأسبوع. حزمة من الأهداف تتحقق في أسبوع واحد.
في الرياضة بلغنا هدفنا من الإعلام المناطقي وأدخلنا الدين إلى الملعب، وعلقنا مصيرنا في الآخرة بتشجيع فريق، وتفوقنا أكثر فوصلنا مرحلة "لعن الوالدين".
سينصرف الأستراليون إلى بلادهم بفكرة "رائعة" عن فهمنا للرياضة والوطنية. إننا نحقق أهدافنا لا أكثر.
في الوقت الذي تجتهد الخلافة الإسلامية الناصعة وتتجلى صورها في بيع الجواري في العراق والشام وتقاسم المسيحيات لدى جماعة "بوكو حرام" يدخل البعض بالأسلحة إلى الحسينيات للقتل وللتكامل مع مساعي إمارات الخلافة، مستفيديبن مما يتوفر لهم من شحن طائفي مستمر بلا حدود ولا روادع ولا زواجر.
إننا نحقق أهدافنا من هذا الشحن، ومجزرة الأحساء قبل البارحة هو هدف تحقق هذا الأسبوع. نحن نحقق أهدافنا لا أكثر!
إن أخلاقنا وثقافتنا ووطنيتنا في هذا الأسبوع تحقق لها ما لم يحققه مركز الحوار الوطني في سنوات، حتى مجلس الشورى عجز عن تحقيقها رغم عمره الطويل (ورغم القوانين التي سنها لمحاربة الطائفية وتجريمها، وهي قوانين -حسب علمنا- تحرص دول العالم على الاستفادة منها).. أمزح!
إن "لعن الوالدين" في الرياضة وفتح النار في صدور المواطنين في الأحساء وبيع الجواري في الشام والعراق واحتلال بوكوحرام للمختطفات هي وجوه لعملة واحدة، أخلاقيا وثقافيا ودينيا، وتقوم على فكرة واحدة: هي أن الآخر يجب قتله، فإن لم يمكن فبيعه، فإن لم يمكن فلعن والديه!!
لم يعد المشجع الرياضي يبحث عن فوز فريقه بل في كسر منافسه في الدنيا وإدخاله النار في الآخرة، ولم يعد الطائفي يبحث عن نقاط اختلافه مع نظيره بل يقتله.
معنى الفوز اتخذ منحى آخر هو تدمير الجميع، لننتحر جميعا فلا يفوز منا أحد. لننحر أنفسنا ولينحرنا الآخرون، تلك هي الفكرة التي تقف وراء كل عنف لفظي أو فعلي.
بصراحة، بدأنا نشعر بالخوف، ليس من الخارج فقط بل من داخلنا نحن.