أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن إرساء السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، يمثل أولوية فرنسية سعودية، معدا الرياض شريكا متميزا لبلاده. جاء هذا التأكيد خلال حفل العشاء الذي أقامه هولاند لضيف الدولة الكبير ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في قصر الإليزيه.
وبدا هولاند، آسفا لانتقال الأزمة السورية إلى الأراضي العراقية، معلقا الجرس إزاء خطورة تنظيم "داعش". وقال في كلمته مساء أمس "إن أولويتنا تتمثل في إرساء السلام والأمن في الشرق الأوسط والتي أصبحت ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى، إذ انتقلت الأزمة السورية إلى العراق وثمة حركة إرهابية تدعي إقامة دولة، وقررت فرنسا أن تساعد العراق على الصعيدين الإنساني والأمني، غير أن هذا الدعم لا يسعه أن يكون فعالا ما لم تتألف حكومة تمثل جميع الطوائف على وجه السرعة، تلافيا لتجزئة البلاد".
أما فيما يخص الأزمة السورية، فذكر الرئيس الفرنسي أن باريس والرياض كانتا "واضحتين بشأن خطورة الأزمة، ودعا بلدانا المجتمع الدولي إلى التدخل لكن دعواتهما لم تلب دائما.. وهما يدعمان من يحارب الوحشية المزدوجة لبشار الأسد والجهاديين في الوقت الراهن".
أما فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فقد أعرب فرانسوا هولاند عن دعم بلاده لمبادرة السلام العربية التي بلورتها المملكة في عام 2002، متمينا أن يتم العمل بين البلدين لـ"إنعاشها".
وأكد الرئيس الفرنسي أن المملكة تمثل شريكا متميزا لبلاده، مضيفا بالقول "إن عرى هذا التحالف قد توثقت هنا في قصر الإليزيه عندما قام الملك فيصل بزيارة الجنرال ديجول في عام 1967، ولم يزعزع الزمن ولا تعاقب السلطة العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين.. وعزم الملك عبدالله المعروف للجميع بحكمته ونفاذ بصيرته على زيادة التقارب بين فرنسا والمملكة وتكثيف عمليات التبادل بينهما في العديد من المجالات".
وحضرت المخاطر الأمنية التي تتهدد لبنان، والمساعي السعودية الفرنسية لتسليح الجيش اللبناني لمساعدته في دحر الإرهاب، في كلمة الرئيس الفرنسي. وأضاف أن الثقة السعودية بالخبرة والتقنيات الفرنسية كانت حاضرة بدفاع المملكة الخاص ودفاع بلدان المنطقة، وتجلت في لبنان، حيث تستعد الرياض وباريس لتزويده معا بتجهيزات يحتاجها من أجل تحقيق أمن إقليمه وسلامة جميع طوائفه.
ووصف هولاند المملكة العربية السعودية بـ"البلد العظيم"، الذي استطاع تسخير موارده في خدمة مشروع بناء طموح، قائلا "إن المنشآت الفرنسية تشارك مشاركة كاملة في تطوير المملكة فهي حاضرة في مجال الطاقة والخدمات والصحة والنقل"، مشددا على أن بلاده تود أيضا استقبال الكفاءات السعودية وإقامة شراكات مع المنشآت السعودية"، مشيدا بقرار الملك عبدالله بزيادة الاستثمارات السعودية في فرنسا، قائلا "لقد حددنا معا فرصا سانحة في عدة مجالات استراتيجية كبرى أرغب في أن نتمكن من تنفيذها".