شل الحوثيون الحركة في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد ساعات من خطاب ناري ألقاه زعيم جماعة الحوثي في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، دعا خلاله أنصاره إلى البدء في تنفيذ المرحلة الثالثة من التصعيد، بعصيان مدني شامل يشل الحركة في العاصمة، يضاف إلى ضغط من خارج العاصمة، برفد التجمعات القائمة بمزيد من المسلحين قدموا من محافظتي عمران وصعدة.

وتجمع أنصار الحوثي أمس في ساحة التغيير، التي كانت خلال العام 2011 ساحة لتجمع خصوم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأدت إلى الإطاحة به بعد أشهر من الاحتجاجات، قبل أن يتوزعوا على سبع مجموعات طافت مناطق ومباني حساسة في العاصمة، من بينها ساحة الحرية بالقرب من مجلس الوزراء، وشارع العدل والتحرير وشارع الزبيري والسايلة ومجلس النواب، القريب من القصر الجمهوري، قبل أن يتم فرض وقف لحركة السير في الشوارع التي ساروا فيها من دون وقوع صدامات بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي التزمت سياسة ضبط الناس خوفا من انفلات الوضع.

وكان المئات من المتظاهرين قد تجمعوا على مسافة لا تبعد كثيرا عن مجلس الوزراء، حيث منعتهم قوات من مكافحة الشغب من التقدم نحو المبنى تحسبا لوقوع أعمال عنف، خاصة وأن الحوثي يطالب بإسقاط الحكومة كشرط للتهدئة، وأغلقت قوات الأمن الشوارع كافة المؤدية إلى رئاسة الوزراء بالحواجز الأسمنتية.

وشوهدت مروحية عسكرية وهي تحلق على علو منخفض فوق رؤوس المتظاهرين في الشوارع التي تجمع فيها أنصار الحوثي، في وقت حذرت فيها قوات الأمن المتظاهرين من مغبة تجاوز الخطوط الحمراء، حتى لا تتكرر مأساة ما حدث عام 2011، عندما سقط العشرات بين قتيل وجريح في زحف جرى على مبنى الحكومة بهدف إسقاط نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وشوهدت العشرات من السيارات المحملة بأنصار الحوثي وهي تصل إلى ساحة التغيير، وهم يهتفون بشعارهم المعروف "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل"، وتوقفت حركة السير في منطقة التحرير وسط العاصمة صنعاء والدائري وشارع العدل. وأشار شهود عيان إلى انتشار عناصر جماعة الحوثي في عدد من شوارع العاصمة صنعاء، خاصة الشوارع التي تم إغلاقها من قبل الجماعة منذ أيام، كتلك القريبة من ساحة التغيير مثل شارع الزراعة.

وفي إطار تدشين جماعة الحوثي مرحلة جديدة من برنامجها التصعيدي، أكدت مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي قامت بنقل كميات كبيرة من الذخائر، والأسلحة الثقيلة، والآليات العسكرية من مدينة عمران، شمالي العاصمة صنعاء، التي سبق وأن سيطرت عليها الجماعة في الثامن من يوليو الماضي إلى مُخيّماتها المسلحة في مداخل العاصمة صنعاء، بخاصة في المدخل الغربي للعاصمة.

وكان زعيم جماعة الحوثي قد شن في خطابه هجوما على الحكومة اليمنية، معلنا بدء المرحلة الثالثة من التصعيد قال إنها من المقرر أن تبدأ من يوم أمس وتستمر لأسبوع، قائلا: إن المرحلة الثالثة ستكون الأخيرة، ولن تكون هناك سلسلة من المراحل، وإنما خطوات كفيلة بإسقاط الحكومة العاجزة وفق تعبيره، وتعهد بحماية أنصاره وأتباعه من أي تصعيد من قبل الحكومة. وبحسب ناشطين سياسيين وحقوقيين، فإن المرحلة الثالثة من تصعيد جماعة الحوثي تتضمن الاعتصام أمام المؤسسات الحكومية والوزارات، ومنع الموظفين من دخول مكاتبهم وممارسة أعمالهم، في محاولة للضغط على الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة لتنفيذ مطالبه التي أعلنها في وقت سابق من الشهر الماضي، وتمثلت في التراجع عن رفع الدعم عن المحروقات، وإقالة حكومة الوحدة الوطنية، وتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.