شهدت مباريات الجولة الثالثة من دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين تراجعا كبيرا على المستوى الفني وعلى معدل التسجيل، حيث لم تستطع الفرق سوى تسجيل 13 هدفا في 7 مباريات، بفارق 6 أهداف عن عدد أهداف الجولة الثانية، وبفارق 14 هدفا عن الجولة الأولى.

هذا التراجع التهديفي صاحبه تراجع على المستوى الفني للمباريات نتيجة السلبية والعشوائية اللتين كان عليهما أداء معظم الفرق في هذه الجولة.

ثبات بلجيكي الفيصلي

للمباراة الثالثة على التوالي يواصل مدرب فريق الفيصلي، البلجيكي ستيفان بيمول تميزه في إظهار الفريق بشخصية مميزة جعلته في هذه الجولة يقلب تأخره أمام الفتح إلى فوز مستحق نتيجة العطاء اللافت والتنظيم المثالي الذي يؤدي به لاعبوه طوال وقت المباراة، وهذا التميز الفني قد يوصل الفريق لمراكز متقدمة في سلم الترتيب، عكس ما كان عليه حاله خلال الموسمين الماضيين.

انضباط محرج

رغم الهدف المؤثر الذي تلقته شباك مرمى الخليج مع آخر دقيقة من الشوط الأول، وبعد استبعاد مدافعه الأردني ابراهيم الزواهرة بالبطاقة الحمراء، إلا أن انضباطية لاعبيه واستيعابهم ما يطلبه منهم المدرب التونسي القادري كاد يحدث المفاجأة ويخرج الفريق بتعادل مع النصر وسط تخوف مدرب الأخير كانيدا غير المبرر طوال الشوط الثاني، وعدم ثقته في قدرات لاعبيه الهجومية، حيث أخرج السهلاوي وأدخل المحترف البرازيلي هيرناني في الوقت الذي كان عليه أن يكون أكثر جرأة في الهجوم بفضل الفوارق الفنية ومعاناة منافسة من النقص العددي.

إطاحة بالمدربين

انضم المدربان الجزائري توفيق روابح والمقدوني كستوف لأسماء المدربين الراحلين عن الدوري السعودي بعد أن فشلا في تسجيل أي انتصار خلال الجولات الثلاث الماضية من الدوري.

وعجلت فترة التوقف التي يمر فيها الدوري، إضافة للمباراة المرتقبة بين قطبي القصيم، في تسريع اتخاذ قرار الإقالة على أمل تغير الأوضاع الفنية، وبث روح جديدة في الفريقين.

وسيسعى كل طرف إلى تصحيح أوضاعه على حساب الآخر، ولذلك ستكون الضغوط قوية على من سيتولى الدفة الفنية خلال الساعات المقبلة.

شوط أهلاوي

بقي الشوط الأول في مباراة الهلال والأهلي مقنعا فنيا إلى حد كبير من الجانب الأهلاوي الذي فرط في استغلال الكرات الخطرة في منطقة جزاء الهلال، ويستحق هذا الشوط أن يكون الأفضل في هذه الجولة.

وكان لاعبو الوسط في الأهلي أكثر سرعة وتحولا من الجانب الدفاعي إلى الجانب الهجومي، حتى تسبب هذا الحال في إحراج لاعبي الهلال كثيرا وأفقدهم كثيرا من توازنهم وتركيزهم ووصل عدد البطاقات الصفراء في هذا الشوط إلى 4 كانت قابلة للزيادة.

الشباب استحواذ

هيمنة فريق الشباب على شوطي مباراته أمام هجر جاءت نتيجة الفوارق الفنية بين لاعبي الفريقين، ولغياب لاعبي محور الارتكاز في هجر، سواء الأساسيين أو احتياطيهم بسبب الإصابة.

وحاول مدرب هجر التونسي ناصيف البياوي تعطيل هجمات الشباب بالطلب من لاعبيه التكتل دفاعيا أمام منطقة الجزاء لعلهم يخرجون من الشوط الأول دون أن تهتز شباكهم إلا أن مخططاته فشلت في آخر دقائق هذا الشوط حينما افتتح البرازيلي روجيرو التسجيل للشباب في توقيت أحبط هجر. ولخشية البياوي من تكرار ما حدث في ملعب الجوهرة طلب من لاعبيه مواصلة القتالية وعدم السماح للشباب بإضافة مزيد من الأهداف وكان له ما أراد، فاكتفى الشباب بتسجيل هدفين في ظل استحواذه على 80% من وقت المباراة.

الجمالية

يستحق هدف موسى الشمري في مرمى الرائد أن يكون أجمل أهداف الجولة، وسط منافسة من هدف محترف الاتحاد البرازيلي ماركينيو في مرمى الشعلة.

ويستحق هدف الفلسطيني أشرف نعمان الثاني في مرمى الفتح أن يكون منافساً للثنائي، وخلاف ذلك لم يكن عدد الأهداف المسجلة في هذه الجولة مساعداً لمشاهدة جمالية في التسجيل.

لا جديد الثاني يكسب

ما زال الشوط الثاني في جولات الدوري الثلاث يكسب في تسجيل الأهداف حينما استقبلت شباك الفرق 5 أهداف في الشوط الأول، قابله تسجيل 8 أهداف في الثاني، وكان التفوق للهدافين السعوديين كبيراً بتسجيلهم 8 أهداف مقابل 5 للهدافين الأجانب.

الهلال وتثاقل لاعبيه

لعل اللافت في هذه الجولة هو عجز لاعبي الهلال عن مجاراة لاعبي الأهلي، وجاء خروج أبرز لاعبي الهلال البرازيلي نيفيز مع الدقيقة 55 ليعطي مؤشراً إلى أن هناك خللا في التدريب اللياقي للفريق، وقد يكون هناك أحمال تدريبية أرهقت اللاعبين وجعلت تحركاتهم أكثر ثقلا، وهو ما أجبرهم على الوقوع في أخطاء عدة، سواء في التمرير أو التغطية، ومن حسن حظهم أن الفريق الأهلاوي لم يجد استغلال هذا الأمر بهز شباك السديري، ولو لمرة واحدة من أصل عدة فرص كانت خطرة على مرماه.