واصل زعيم فتنة العوامية والمتهم بمسؤوليته عن التحريض على أعمال العنف والصدامات التي جرت مع القوات الأمنية في البلدة الواقعة "شرق البلاد"، مواقفه العدائية التي أفصح عنها في خطبه الشهيرة، وأعلن خلالها العداء للسعودية والبحرين، وكل دولة تحكم وفقا للنظام الملكي.

يأتي ذلك، في الوقت الذي أغلقت فيه المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة في الرياض أمس، باب المرافعات في القضية؛ انتظارا لجلسة النطق بالحكم التي يتوقع أن تعقد قريبا.

وفيما سعى المتهم بإثارة "فتنة العوامية"، إلى إنكار مطالبته بتطبيق نظام "الولي الفقيه" في كل من السعودية والبحرين والعراق، إلا أنه تراجع عن الإنكار بعد أن واجهه قضاة المحكمة أمس، بخطبته التي ألقاها في تاريخ 26 صفر عام 1433، بالصوت والصورة، ليعود ويقر بأنه طالب بهذا الأمر فعلا.

المتهم الذي كان يرتدي الشماغ الأحمر، وغزا الشيب لحيته الطويلة، بدت عليه خلال الجلسة التي حضرتها "الوطن"، ردات انفعالية كتلك التي تظهر عليه خلال إلقائه خطبه ومحاضراته، وكان كثير الالتفات إلى الخلف، وقام برمق الصحفيين الحاضرين للجلسة بريبة لأكثر من مرة.

وخلافا لما كان عليه المتهم الأول بإثارة فتنة العوامية في بداية جلسات القضية، من محاولة للظهور بمظهر "الهادئ"، خرج في جلسة الأمس عن طوره أكثر من مرة، على الرغم من عدم وجود ما يدعو إلى ذلك، وقام بالإجابة عن عدد من التساؤلات الموجهة بنبرة عالية، فيما كان محاميه يحثه على التركيز في الترافع.

تلك الردات الانفعالية، دفعت وكيل زعيم "فتنة العوامية" للطلب من قضاة المحكمة، لمراجعة محضر الضبط في الجلسة، وهو ما لم يمانع به رئيس الجلسة، الذي قال لهم: لن تخرجوا من هنا إلا بعد مراجعة محضر الضبط بشكل كامل.

ودار جدل في جلسة الأمس حول مصطلح "الرافضي"، الذي جاء في الملف الخاص بتفريغ خطب مثير الفتنة، وعلى الرغم من أن المتهم أقر بأنه "رافضي"، إلا أنه عدّ ورود الكلمة في مقدمة تفريغ الخطب بأنه من باب "النبز"، ليرد عليه القاضي بالقول: "لم يصفك التقرير إلا بالوصف الذي تحبه".

القضاة الثلاثة الذين ينظرون في قضية مثير فتنة العوامية، واجهوا المتهم بـ5 خطب ومحاضرات، عرضوا بعض مقاطعها عليه بالصوت والصورة، وحملت في مجملها مواقف عدائية بحق كل من السعودية والبحرين، ومطالبات بإسقاط الأنظمة الملكية والدعوة إلى المظاهرات، والخروج إلى الشوارع، والطعن في شرعية البيعة، والقول: إن من يهنئ حاكما أو مسؤولا بمنصبه الجديد "يدخل النار"، في محاولة منه للفصل بين الأوساط المجتمعية والأوساط السياسية.

ثالث الخطب التي عرضت أمام المحكمة لمثير الفتنة، طالب فيها بإسقاط النظام الخليجي، وحينما واجه القضاة المتهم بذلك، أقر بأنه مايزال عند موقفه المحرض للفتنة والداعي لكل ما يخل بأمن البلاد.

وكيل المتهم، حينما استشعر اندفاع موكله تجاه الاعتراف بالكثير من المسائل، التي قد يواجه على إثرها حكما يتوازى مع خطرها، سعى إلى إقناع القضاة بأن كل ما ذكره موكله في مسألة إسقاط الأنظمة الملكية وخلافه يعدّ "رأيا ووجهة نظر"، مضيفا أن المتهم لم يدع إلى استخدام العنف، بل وقف في وجه استخدام العنف، مشيرا إلى أن محاضراته كانت سببا أساسا في عدم ازدياد وتيرة العنف في المنطقة.

وهنا، توقف القاضي لسؤال المتهم: "كيف تريد أن تسقط الأنظمة دون اللجوء إلى استخدام العنف؟"، ليرد عليه زعيم فتنة العوامية بقوله: "الكثر من الدول "الأوروبية" غيروا أنظمتهم دون طلقة رصاص واحدة".

الجلسة التي حضرها اثنان من أشقاء المتهم بإثارة الفتنة، استمرت نحو نصف ساعة، واضطر بعدها القاضي بعد مشاورة زميليه الآخرين إلى أن يرفع الجلسة؛ للنظر في كامل أوراق القضية ووقائعها، قبل تحديد الجلسة اللاحقة، التي يتوقع أن تكون جلسة النطق بالحكم في هذه القضية.