استغل تنظيم القاعدة انشغال الحكومة اليمنية بالتصعيد الذي تقوم بها جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء ومحاصرته لها منذ أسابيع، بتوجيه ضربات جديدة ضد قوات الجيش في عدد من مناطق الجنوب، من بينها شبوة ولحج عبر سيارات مفخخة وهجمات مسلحة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود والمسلحين.
وأكدت مصادر محلية في شبوة لـ"الوطن"، أن مسلحي "القاعدة" هاجموا عبر سيارة مفخخة كتيبة تابعة للواء الثاني مشاة جبلي، المتمركز في جول الريدة، ما أدى إلى مقتل نحو خمسة جنود وعدد آخر من الجرحى، بالإضافة إلى الانتحاري، الذي اقترب من بوابة المعسكر الذي ترابط فيه الكتيبة وفجر نفسه مباشرة، قبل أن تباشر قوات الجيش تبادل إطلاق النار مع عدد آخر من أعضاء القاعدة قدموا إلى الموقع.
وأوضحت ذات المصادر أن انتحارياً آخر فجر نفسه بالقرب من نقطة أمنية في مدينة عزان، بمديرية ميفعة بمحافظة شبوة، أسفر هو الآخر عن عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين.
وكان عقيد في شرطة محافظة لحج، جنوب البلاد، يُدعى صالح عبدالله، لقي مصرعه برصاص مسلحين تابعين للقاعدة، في وقت تجددت فيه بعد أشهر مواجهات مسلحة بين جنود من الجيش ونقطة قبلية تابعة لحلف قبائل حضرموت بمديرية تريم أدت إلى مقتل جندي وإصابة آخر.
وقال مصدر أمني في شرطة محافظة لحج لـ"الوطن"، إن مسلحين ينتميان إلى القاعدة يستقلان دراجة نارية باشرا العقيد صالح عبدالله بإطلاق النار صوبه أثناء وجوده أمام منزله وسط مدينة الحوطة، لتستقر طلقات نارية في مناطق عدة من جسده أردته قتيلاً في الحال، بينما لاذ المسلحان على متن دراجتهما بالفرار إلى مكان مجهول.
وفي مدينة تريم بحضرموت أفادت مصادر محلية وقبلية بأن اشتباكات مسلحة اندلعت في منطقة الردود التابعة لمديرية تريم، بين مسلحين قبليين في نقطة قبلية تابعة لحلف قبائل حضرموت وجنود من أفراد اللواء 27 ميكا المعروف بـ"لواء السويري" المنضوي في إطار المنطقة العسكرية الأولى ومقرها سيئون، وذلك خلال قيام القوة العسكرية بتمشيط المنطقة بحثاً عن عناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة، الأمر الذي نتج عنه مصرع جندي وإصابة آخر دون سقوط ضحايا من صفوف رجال القبائل.