عائلة "فقيه" من أعرق الأسر المكية الشريفة، أصلها ضارب في "الفقه" والعلم والتنوير، وفرعها يتسامق في سماء الوطن الغالي بذلاً وعطاءً؛ ولهذا سنتجرَّأُ ونرميها بحجر "العتب" الكريم، المنقَّع في زمزم "العشم"، وكما يقول بلدياتي "الحَجَنْجَز": العتب على قدر العشم، والعشم على قدر المحبة، "والمحبة هيَّه هيَّه/ كُلِّ مَالْها تزيد شويَّه"، كما يروي "طلال مداح" عن "فوزي محسون"، رحمهما الله! والعتب والعشم والمحبة كلها، مبنية على الثقة فيما عرفت به هذه الأسرة الكريمة من سعة الصدر، لاسيما معالي وزير العمل المهندس/ "عادل فقيه"، الذي نحمد الله أن "أمانة جدة" لم يسعفها الوقت لاكتشاف سعة صدره؛ وإلا لخططته منحاً مجانية، تكفي بعض المسؤولين الذين تضيق صدروهم بالنقد، ويبخلون بها حتى على ذوي الدخل المحدود من "صغار" الموظفين لديهم! وندخل في الموضوع: فقد نشرت الزميلة "الرياض"، يوم الجمعة الـ(24) من الزميل "الوطني"/ سبتمبر، خبراً يقول: "احتفى الدكتور مازن سليمان فقيه بالمهندس عادل محمد فقيه بمناسبة تعيينه وزيراً للعمل، في احتفالية خاصة بأسرة آل فقيه..."! ماذا؟ "خاصة"؟ كيف عرفت الصحيفة وأرسلت مصورها إذن؟ ولماذا تُدعى إليها هذه الشخصيات الكريمة "العامة" من غير الأسرة؟ لاتدقق كثيراً؛ فأهون الخيانات في هذا الزمن هي: "خيانة التعبير"! ويمكن "تصريفها": بأن كل المدعوِّين ينتمون إلى أسرة "فقيه" بوشائج الصهر، والصداقة، والمعرفة، والمجاملة، حسب قول الزميل/ "علي بن الجهم" للأزمل منه/ "أبي تمام": أو يختلفْ نسبٌ يؤلِّفْ بيننا * أدبٌ أقمناه مقام الوالدِ"!

وما أهون هذه العبارة ـ حتى لو عددناها "خيانة" ـ مع المناسبة! وهي كما يقول الخبر أعلاه: "تعيينه وزيراً للعمل"! وعشمنا في الدكتور/ "مازن فقيه" وبقية رموز الأسرة، كان أكبر من أن ينساقوا مع ثقافة "تهنئة" المسؤولين بالمناصب، التي ابتلينا بها تكريساً لمبدأ: أن "المنصب تشريف"، وهو ـ كما يريده ولاة الأمر، وكما يمليه الضمير "العادل الفقيه" ـ "تكليف" لا تتخيل معه كيف يهنأ بنوم أو "احتفاء" من ورث مئات الألوف من العاطلين عن العمل؟ ومئات الألوف من ضحايا "مافيا" الاستقدام؟ وهل ذبح سلفه/ "غازي القصيبي" من الوريد إلى الوريد، قبل أن يرحمه الله بالموت، إلا هذا الإحساس بـ"التكليف"؟ وكان قد أمر بإلغاء جميع مظاهر الاحتفاء، والترحيب بشخصه عبر الصحف، وقال في تصريحٍ مشهود: "من كان لديه فائض من المال فليتبرع به لصندوق الموارد البشرية"! والعتب موصولٌ "لمولانا" الدكتور/ "محمد عبده يماني"، أبرز حضور "الاحتفالية"، والذي طالما علمنا "محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم"! كيف لم يذكر مناسبة قوله ـ فداه الأرض ومن عليها ـ: "هلاَّ قعد في بيت أبيه فينظر هل يهدى له أم لا؟"