أجمع عدد من المختصين على أن الوقاية من أعمال الإرهاب، مهما بلغت الأموال التي تنفق عليها، هي أقل كلفة مما قد تخلفه تداعياتها من أضرار اقتصادية واجتماعية وأمنية، منوهين بأن حادثة 11 سبتمر خير دليل على ذلك، حينما حدثت أزمة الاقتصاد العالمية وتضررت منها كافة الدول. ووجه برلمانيون تحذيراتهم إلى بعض الدول الأوربية التي ترعى قيادات الإرهاب بأن ناقوس الخطر يدق أبوابهم، مؤكدين أن الإرهاب ليس له دين أو عقيدة تجبره على موالاة أي جهة كانت، وإنما يسعى لمصالحه في المقام الأول خاصة أن أعداد المتطرفين في ازدياد من عام لآخر.

وأكد عضو مجلس الشورى عضو البرلمان العربي سعود الشمري لـ"الوطن"، أن تداعيات حادثة 11 سبتمر أثرت على صناعة الطائرات والنقل والسياحة وكذلك الكثير من الاستثمارات الدولية، مضيفا أن الإرهاب حينما يضرب أي منطقة لا يشل فيها الجوانب الأمنية فقط وإنما يربك الإقتصاد بها، لافتا إلى أن الآثار الاقتصادية من وراء الإرهاب تنعكس بأسعار جنونية في النفط والتأمين وأيضا كافة السلع.

وتابع الشمري أن كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي وجهها للسفراء، تضع جميع دول العالم أمام مسؤولياتها حيال مكافحة الإرهاب، لأنه لن يقف على المملكة والعراق وسورية وغيرها من الدول التي ابتليت بالإرهاب وإنما سيتحول إلى العالم بأسره، موضحا أن هناك تجربة فعلية للقاعدة حينما انتهت من الحرب في أفغانستان وحولت وجهتها إلى الدول الصديقة التي كانت تدعمها في حربها، مشيرا إلى أن تنظيمات "داعش" و"النصرة" مهما اختلفت تسمياتها فهي وجوه لعملة واحدة ويغيرون أسماءهم وأهدافهم الاستراتيجية والتكتيكية بحسب كل بلد يعملون فيها أو يستهدفونها، مشيرا إلى أن بعض دول أوروبا ترعى بعض القيادات التي توجه الإرهاب.

وقال عضو البرلمان العربي إن الوقاية من الإرهاب تتبعها خسائر فادحة على مستوى المتابعة والرصد والمكافحة واتخاذ الاحتياطات الأمنية، ولكنها أقل كلفة من بعد وصول تلك الفئات إلى أهدافها، مهما كانت بسيطة.

من جهتها، أوضحت عضو مجلس الشورى نائب لجنة الشؤون الخارجية هدى الحليسي لـ"الوطن"، أن الاستمرار في توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والمملكة وفتح باب الاستثمارات الخارجية لن تتحقق بدون التصدي للإرهاب في المملكة أولاً والمنطقة بشكل عام، مشيرة إلى أنه على كل مواطن ومواطنة دور مهم في ترسيخ الأمن واعتبار رسالة الملك رسالة شخصية موجهة إليه وعلى عاتقه السعي لتحقيقها.

وبينت عضو مجلس الشورى أن الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين في لقائه مع السفراء تعتبر من أهم وأقوى الرسائل للعالم ضد الإرهاب، ومنها يوضح الملك للعالم موقف المملكة في هذا الشأن، حيث إنها لا تؤيد ولا تقبل أي عمل إرهابي داخل المملكة أو خارجها. كما وكان من المهم أن تصل الرسالة لحكومات دول الخارج عن طريق ممثليهم السفراء في المملكة أن ما يفعله هؤلاء الإرهابيون لا علاقة له بالدين الإسلامي، فهو تشويه لأسس الإسلام السامية المتسامحة التي تبنى على التسامح والإنسانية والاحترام.