تبدد حلم (السابعة) للهلاليين وتفاقمت (العقدة) الآسيوية المؤهلة للعالمية بتفريط نجوم الزعيم ومهزلة تحكيمية يابانية ومعاندة الحظ وتألق الحارس العملاق (الوحش) المستأسد الذي لا يمكن الاقتراب منه، بل حتى وهو يهجم على أقدام سلمان الفرج، فر الحكم الياباني البليد (نيشيمورا) هربا من (الكنجر) الأسترالي (كوفيتش)، تاركا الفرج والهلاليين (فريسة) للحارس المخيف..!

وهذه كانت بمثابة الضربة القاضية من حكم (يأمر) دون أدنى مسؤولية في تحقيق العدالة.

ضاعت علوم الهلاليين بالاستعجال منذ الدقائق الأولى دون إدراك لقيمة الهدوء والتوغل بدقة وعناية، واسترسل اللاعبون على الأطراف وفي العمق بنهج واحد وعرضيات كربونية يسهل السيطرة عليها أو إبعادها لفارق الطول والقوة البدنية وقبل ذلك سوء التمريرة الهلالية قبل الأخيرة بعشوائية في أغلب الكرات العرضية.

وزد على ذلك ضعف التواصل بين لاعبي الوسط المتقدمين والمهاجم الوحيد ناصر الشمراني، ومع ذلك كان الهلال قادرا على التفوق لو وفق أي لاعب في انتهاز أي فرصة أو دخولها بالخطأ من أقدام أو رؤوس الأستراليين لكن هذين العاملين غابا تماما.

وفي الشوط الثاني واصل الهلال أسلوبه في غياب أسترالي هجوميا، مع خلل في الدفاع لكن دون أن تستثمر الفرص الزرقاء المتتالية بسيناريو غريب عجيب.

ومع نزول ياسر القحطاني ثم محمد الشلهوب تضاعفت خطورة الهجمات الهلالية وبات الجميع يراقب الشباك الأسترالية متى تهتز لكن رعونة التسديد والحظ وتألق الحارس عوامل أبطلت مفعول فرح هلالي (أخضر)، بينما حضر الياباني (نيروشيما) بكامل قوته التحطيمية بعدم احتساب ركلتي جزاء (لا مثيل لهما) إما لبلاهته وتبلده وبلادته أو عامدا متعمدا، الأولى باليد والثانية عرقلة، وقبل ذلك الشكوك الكبيرة في ركلة جزاء بالشوط الأول بتهور المدافع انزلاقا على العابد..!

هذا الحكم المبعد من مونديال البرازيل لأخطاء فاضحة، ولم يظهر بعدها، تردد أنه منح هذه المباراة (تكريما!) وداعيا، فهل يعقل يا اتحادنا الآسيوي؟!

وقبل هذا وذاك، أخطاء الحكم نيروشيما كثيرة وخطيرة منذ سنوات، (طبلها) بهذه القنبلة (الهيروشيمية) بحق ممثل السعودية وزعيم آسيا، وأصبح لزاما على الاتحاد الآسيوي تقصي الاتهامات التي تلاحق هذا الحكم، مع أن مجرد منحه المباراة إدانة للجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي التي جاملته على حساب إنجاح النهائي الجماهيري الكبير، وهو الأهم بما يحقق العدالة، لفائدة البطولة، وهذا ليس تعاطفا ولا تبليا، فالكل وفي مقدمتهم خبراء التحكيم وكذلك الأبطال يدينونه.

ونحن كسعوديين معترفون بأن لاعبي الهلال فرطوا في فرص (لم تكتب لهم)، ونعترف بقوة الحارس الأسترالي، لكن الحكم الياباني أجهز على النفسيات وظلم الهلال في حق مكتسب.

والأكيد أن البطولة ذهبت لمن تريد، ولا لوم على الإدارة الهلالية والمدرب واللاعبين، حتى لو وجدت بعض الملاحظات الفنية والتكتيكية، فالجميع كان في أوج الحماس والرغبة والإخلاص. أما الجمهور فمهما مجدناه فلن نوفيه ربع حقه بالحضور المبكر وتكبد المشاق من داخل السعودية وخارجها، والمؤازرة طوال الـ90 دقيقة، ونقول له: "خيرها في غيرها".

وبالنسبة لناصر الشمراني فقد ارتكب (حماقة) بتجاوبه مع الاستفزاز والرد بـ(البصق) على لاعب أسترالي بعد نهاية المباراة وهو في حالة من الهم والغم، ولكن (النجم) يجب ألا يستجيب لأي استفزاز ويقع ضحية (تهوره) أو ردة فعل لحظية، وعليه أن يتحمل عقوبة الإيقاف محليا بقرار آسيوي، ولا بد من مراجعة نفسه فنيا وأن يكون أكثر رزانة في أهم مرحلة عمرية، ويستفيد من أخطائه ويراجع مستواه، وقبل ذلك يعتذر أشد الاعتذار للجميع، ومن واجب الإدارة الهلالية أن تعاقبه حسب اللائحة الداخلية.

مبروك لسيدني أول بطولة، وحظا أوفر للهلال الذي ما زال زعيما بست بطولات قارية.