إذا كانت مصر "ولادة" فنيا، فالسعودية تخلصت من العقم الذي لازم تاريخها الفني لسنوات طويلة، وهنا أتحدث عن مواهب التمثيل والأداء والابتكار والنكتة. وبنظرة فاحصة في مخرجات "يوتيوب" وبقية برامج الفيديو، ستجد نفسك أمام جيل موهوب بالفطرة، يقدم فنا جميلا ولو كان متواضع الفكر والأدوات.

وحتى في مجال النكتة، لا تمر مناسبة دون أن تحيط بها هالة كبيرة من "النكت والقفشات"، سواء أكانت مباشرة أم على شكل صور وتعليقات، وتصل أحيانا الى النقد الحاد والمساجلات بين طرفين، وبغض النظر عن النوايا والأهداف والطرق، هناك دائما شيء يجبرك على التوقف والضحك وربما الدهشة.

تبقى الإشكالية في احتضان هذه المواهب وتبنيها وصقلها، فرغم الجهود التي تضطلع بها بعض الجهات الخاصة ممثلة في قنوات "يوتيوب" المتخصصة في تقديم البرامج الكوميدية وفن "ستاند أب"، إلا أن تلك الجهود لن تكفي لاحتواء ذلك الكم الجيد من المواهب ورصف الطرق أمامها بشكل يضمن استثمارها واستمرارها.

غياب المؤسسات الرسمية الممثلة في: معاهد التمثيل، ومراكز التدريب، والدورات، وجمعيات الفنون، وتواضع دور مؤسسات الإنتاج وتواري دور المسرح تماما عن المشهد، عطل عملية تنمية الفن وقيامه بشكل احترافي بما يضمن لتلك المواهب أن تجد لها موطئ قدم وتكون جزءا مهما من مسيرة الفن المحلي الذي ما زال بحاجة إلى المزيد والمزيد من المواهب والنجوم.