"أمي الطيبة، أكثر شيء عزيز عليّ في حياتي: أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب. لا أريد لعينيّ أو قلبي الشاب أن يتحولوا إلى غبار. توسلي بحيث أنه بمجرد أن يتم شنقي، يتم أخذ قلبي والكلى والعيون والعظام وأي شيء يمكن زرعه بعيداً عن جسدي ويعطى لشخص يحتاج إليه كهدية. لا أريد أن يعرف المتلقي اسمي، أن يشتري لي باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء لي، أنا أقول لك من أعماق قلبي إنني لا أريد أن يكون لي قبر لتأتي إليه وتحزني وتعاني. أنا لا أريدك أن تقومي بارتداء الملابس السوداء عليّ. وابذلي قصارى جهدك لنسيان أيامي الصعبة. وامنحيني للريح لتأخذني بعيدا".

ها هي الريح تأتي برسالة "ريحانة جباري" الأخيرة لوالدتها بعد أن قطفت روحها في إيران.. الريح التي حتماً ستهز العمائم المترعة بالحقد والثارات القديمة.

كل يوم يقطفون المزيد من الورود.. هناك في الأحواز وبلوشستان وخراسان وكردستان وغيرها.. حيث الفقر وبقايا الكرامة في بلد لا تصل جداول نفطه لمن يصلون بـ"المساجد" ولا يسجدون عند عتبات "الولي".

الحقد الطائفي الذي يعتمر في قلب الحكومة الإيرانية لا يتيح أي بارقة أمل نحو السلام، وهم يفاخرون بغرس خناجرهم في لبنان وسورية والعراق واليمن، مدفوعين بشهوة "الثأر"..

قصة ريحانة وغيرها.. تثبت مجددا أن لعن الطائفية المقيتة كل يوم لن يوقف جرائم إيران وإرهابها، لن يعرقل مخططاتها لاستهدافنا.. ويدها التي تحاول مصافحة العرب الآن ما زالت تقطر من دماء الأبرياء في كل مكان تصل إليه.

يقول دنقل: "لا تصالح، ولو قيل ما قيل من كلمات السلام.. كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟ كيف تنظر في عيني امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟..".