هذا التاريخ المشرق في حياة كل مواطن سعودي، سوف يحل بإذن الله بعد أقل من شهرين، ودوما نرى أن الاحتفال يقتصر على الجانب الإعلامي فقط بتخصيص أعداد كاملة للصحف، بالإضافة إلى القنوات التلفزيونية والإذاعية، وهذا أمر ضروري بلا شك، ولكن الأهم من ذلك هو الإحساس المعنوي للمواطن والمواطنة بأن هذا اليوم متميز في حياته، فبعد أن أكرمنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بتخصيص اليوم الوطني إجازة رسمية وهو ما كنا ننادي به منذ زمن لأن هذا اليوم، يجب ألا يمر علينا كمواطنين وكأنه مجرد يوم كسائر الأيام.
لذلك أنا أتساءل: هل سنرى احتفالات متميزة تليق بهذا اليوم؟ في تصوري يجب أن تكون هناك احتفالات تركز على جانب اللحمة الوطنية وتماسك أطراف الوطن بقلبه، وأن الكل مشترك في الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن.. ولا أرى مانعا من أن تقام احتفالات للفنون الشعبية في كل منطقة أسوة باحتفالات العيد، بحيث تقام احتفالات بالمنطقة الشمالية يعرض خلالها الفولكلور الجنوبي، وأيضاً تقام احتفالات بالمنطقة الغربية يعرض فيها الفولكلور الشرقي وبهذه الصورة لباقي المناطق، وتكون تلك الاحتفالات داخل المنشآت الرياضية، ويسمح المجال فيها بدخول العوائل؛ لأن الوطن للرجال والنساء وهو يقدم خدماته التعليمية والصحية لكلتا الفئتين وليس لفئة واحدة، فمن حق المرأة أن تشارك في الاحتفال باليوم الوطني.. وكذلك المؤسسات الثقافية يجب أن تقيم احتفالاً مشتركاً ينم عن الوحدة الوطنية، كما الحال في فعاليات الجنادرية، وأتمنى أن تكون هناك مسيرات للموسيقى العسكرية في الشوارع، وعروض لصقور الجو لتقديم الاستعراضات الجوية التي دوما ما نفتخر بها.
ولا ننسى مشاركة الأطفال، خاصة في هذا الاحتفال حتى يترسخ لديهم مفهوم المواطنة وقيمة الوطن الذي يعيشون فيه وينعمون بأمنه واستقراره وتعليمه وخيراته، ولنغرس فيهم مبدأ أن أمن الوطن هو خط أحمر لا يسمح بتجاوزه ولا المساس به.. كذلك الأمل كل الأمل في رعاية الشباب ومؤسساتها فهي العنصر الأساس في مثل هذا الاحتفال.