بعد تكبده خسائر فادحة في سورية، ودخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى لبنان، كرد فعل على مشاركته في سفك الدم السوري، تقول مصادر سياسية لبنانية، إن حزب الله اللبناني بات على مقربة من التفكير في الانسحاب من سورية "تدريجياً"، وأن الحزب ناقش قيادات إيرانية بهذا الأمر.

لكن المصادر اعتبرت هذا التفكير هرباً من الخسائر، والهروب مما يحدث في القلمون حيث إن الخسائر المؤلمة لميليشيات الحزب تتكرر بشكل يومي، فيما يرى مراقبون آخرون أن الأمر يتعلق برمي الحزب ثقله في العراق، الذي يعد أكثر حاجة من سورية لوجوده على الأرض.

وتؤكد المصادر لـ"الوطن"، أن حزب الله سحب قوات من وحدات الجليل، والنصر، والرضوان، المنتشرة في عدة أماكن في سورية، لنشرها في مناطق متقدمة في البقاع الغربي، حيث تردد منذ مدة عن حشد داعشي على الحدود، وعن قيام حزب الله بتسليح مجموعات درزية، ومن أحزاب 8 اذار المنضوية فيما يسمى سرايا المقاومة.

من جهة ثانية، كشفت مصادر من منطقة البقاع لـ"الوطن"، أن حزب الله يجري مفاوضات مع جبهة النصرة وأن الأمر لم يعد سريا، ومحور هذه المفاوضات في ظاهرها ترتيب الوضع في القلمون، بينما في باطنها محاولة من الحزب لتعطيل دور الوساطة التي تقوم بها هيئة العلماء المسلمين والتي جمدت وساطتها في ملف العسكريين المخطوفين أثناء معركة عرسال.

إلى ذلك، استمرت الردود على الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط الذي رفض تشبيه "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بـ"داعش"، مما أثار موجة استياء عارمة لدى جمهور 14 آذار، ورفض من اعتبروا أنفسهم معنيين بهذا الكلام الجنبلاطي كل تعليق، وتقدم هؤلاء وزير العدل أشرف ريفي. إلا أن النائب أحمد فتفت قدم تعليقا على مواقف جنبلاط، وبدا لائما له.

ورد فتفت على جنبلاط بالقول "إذا قلنا إن حزب الله والتيار الوطني الحر يمارسان الداعشية فهو أمر منطقي، لأن حزب الله منذ نشأته كان حزبا تدميريا، فنحن نذكر كيف ألغى المقاومة الوطنية في الجنوب ثم قام باغتيالات وتصفيات مشابهة لما يقوم به تنظيم داعش، كما أن التيار الوطني الحر يمارس الداعشية أيضا حين يعتمد مبدأ أنا أو لا أحد".

ورأى أن "داعش تشكل خطرا إرهابيا كبيرا في المنطقة يجب محاربته وكذلك محاربة مسبباتها أيضا في نفس الوقت، فالفكر الإلغائي يولد فكرا إلغائيا"، مذكرا أن "داعش صنعت في أقبية السجون السورية". ولفت إلى أنه "يجب وقف التدخل الخارجي في سورية، وفي بدايته تدخل حزب الله، لأنه استجلب الفكر الداعشي والإرهاب إلى لبنان".

وكان النائب وليد جنبلاط، قد قال أول من أمس، إنه سينظر في ملف الاستحقاق الرئاسي، مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في خطوة أثارت الفرقاء اللبنانيين، الذين اعتبروا ذلك بمثابة تحيز للطرف الآخر، مبني على إقصاء متعمد وواضح.

بيروت: فاطمة حوحو