بعيدا عن توجهات الدولة، دعوني أسأل أبناءنا المغرر بهم: كيف وجدتم الحياة بعد مغادرة حضن الوطن؟ لا أنتظر إجابة.. أقول لأبنائنا في الداخل - وبعد أن خسرنا أعدادا من أبنائنا في "الخارج"- إن الإرهاب بكل أشكاله لا يحقق أي مكاسب على أرض الواقع ولو كانت المساحة كافية لسردت لأبنائنا معلومات تاريخية دقيقة منذ 1938، حين تلون الإرهاب على شكل نضال قومي وتحرر من قيود الدخلاء وجموح نحو السلطة بثوب سياسي أو ديني وتبعية لدول أخرى اختارت المنطقة العربية مسرحا لفتنها وقلاقلها.. بدأ الإرهاب بخطف الأشخاص ثم خطف الطائرات المدنية لقتل أطفال ونساء ومسنين مدنيين لا علاقة لهم بالسياسة ولعبتها الخبيثة، ثم تطور الإرهاب إلى أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة وعمليات انتحارية وتفجيرات عشوائية ووصل بوحشيته إلى قطع الرقاب بالسكاكين والسواطير فما هي المحصلة؟ هل تحقق الأمن والعدل والتطور والبناء أم التخلف والفقر والضياع؟
فقد الوطن عددا من أبنائه في عمر الزهور ولعب بعقولهم عدد من الضالين بما فيهم "مطوع تمير" والآن يتسرب عدد من أبنائنا للخارج فهل نستطيع توعيتهم وحمايتهم من دعششة بعض الأمهات ومغازلة بعض الشيوخ والمريدين؟ في "تمير" كان المواطنون حاجز الدفاع الأولي حيث بلغوا الدولة بما يجري من تسرب أبنائهم الذين وصلوا إلى 35 شابا منهم 8 في أسبوع واحد، وهناك قرى ومدن تعج بمثل هذه الموجات، ولا بد من تحرك أمني أكثر شمولية ودقة، ولا بد من تحرك المواطن والمقيم على حد سواء، فيكفي أن أبناءنا يذهبون للمجهول، ولو أرادوا العودة ربما لن يستطيعوا.
كل مواطن مسؤول أمام الله في الحفاظ على أبنائنا من فتنة لا تبقي ولا تذر، وكل الشواهد تؤكد أن الوحشية العربية نار تستعر في الجسد العربي وحده، ومهما تفنن مروجو الإرهاب فلن يحققوا مكاسب على أرض الواقع كما هو الحال سابقا، وأفضل الحلول نشر التسامح الإسلامي بدلا من تصدير الكراهية ولعبة الموت.
الفتنة نائمة لعن الله موقظها..