رغم تكبيدها خزينة الدولة مبالغ طائلة لتعويض مواطنين أزالت منازلهم وقيامها بإنشاء كوبري وعبارات وتعديل أعمدة الكهرباء لتنفيذ مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين منطقتي عسير والرياض، وتحديدا في "المنطقة الصناعية -وادي بن هشبل - رغوة"، إلا أن وزارة النقل عدلت مسار المشروع من الجهة الجنوبية للشمالية، بما يشكل هدرا للمال العام من جهة، واستنزافا لما حققته من نسب إنجاز في المشروع المعتمد سابقا من جهة أخرى.

وفيما تكشف لـ"الوطن"، عبر وثائق رسمية، أن لجانا حكومية شكلت بتوجيه من أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد، أكدت أن المسار الجديد "صعب" ويحتوي على سلسلة من الجبال والصخور التي تتطلب مبالغ إضافية ووقتا زمنيا كبيرا لاختراقها، وجه الأمير فيصل بن خالد بأهمية استكمال المشروع، كما خطط له، دون تأخير أو تعطيل، وإحالة المعترضين مع المدعي العام للمحكمة الشرعية لمجازاتهم، وسط ترقب لتحرك رسمي من وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري لحسم موقف الوزارة، بعد أن تلقى خطابا رسميا مدعوما برأي إمارة منطقة عسير بالالتزام بالمسار القديم من الجهة الجنوبية.

 




بعد أسابيع من إزالتها لمنازل مواطنين ومحلات تجارية وأحواش لاستكمال تنفيذ مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين منطقتي عسير والرياض وتحديدا في "المنطقة الصناعية -وادي بن هشبل- رغوة" بطول يقدر بنحو 8 كلم، تراجعت وزارة النقل عن تنفيذ المشروع من الجهة الجنوبية رغم إنشاء كوبري وعبارات وإزالة أعمدة الكهرباء، وأقرت استكمال المشروع من الجهة الشمالية بما يشكل هدرا للمال العام، خاصة أن المسار الجديد يحتوي على سلسلة من الجبال والصخور التي تتطلب مبالغ إضافية ووقتا زمنيا كبيرا لاختراقها.

ووفقا لوثائق حصلت عليها "الوطن"، خلصت لجنة حكومية شكلها أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، مطلع شهر رمضان المنصرم، وتضم مسؤولين حكوميين ومهندسين، إلى تحقيق مقاولي وزارة النقل لنسبة إنجاز كبيرة في الطريق من الجهة الجنوبية بعد إزالة أملاك المواطنين وتثمينها، ووجود أجزاء من الطريق منتهية الردم والتسوية، في حين أشارت إلى وجود سلسلة من الجبال الصخرية في الجهة الشمالية المراد نقل المشروع عبرها، واكبها تكليف مفتش من إمارة عسير للوقوف ميدانيا على الموقع، وأيد استكمال المشروع من الجهة الجنوبية نظرا لصعوبة تغيير المسار إلى الجهة الشمالية، نظرا لما تم إنجازه من إنشاء كوبري وعبارات وأعمال دفن وتسوية تمهيدا للسفلتة النهائية، إلى جانب ترحيل أعمدة الكهرباء المطابقة للمخططات التصميمية المعتمدة، مدعومة برأي الاستشاري بصعوبة تعديل المسار من الجهة الجنوبية للشمالية.

وفيما وجه الأمير فيصل بن خالد بأهمية استكمال المشروع الحيوي من الجهة الجنوبية كما خطط له في السابق والذي ترتب عليه حصر أملاك المواطنين وإزالتها والعمل على إنجاز المشروع الحيوي المهم دون تأخير أو تعطيل

وإحالة المعترضين على المشروع مع المدعي العام للمحكمة الشرعية لمجازاتهم، دعا عدد كبير من المواطنين المتضررين من تعطل المشروع وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري إلى حسم موقف الوزارة والتدخل بشكل عاجل لاستكمال المشروع الحيوي المهم وتنفيذ التوجيهات الصادرة في هذا الشأن من قبل إمارة منطقة عسير، مؤكدين أنه من غير المقبول أن تهدر أموال الدولة التي صرفتها في إنشاء كوبري وعبارات وأعمال الدفن والتسوية بمجرد وجهات نظر لإحالة مسار الطريق إلى آخر.

إلى ذلك، طلب مدير عام الطرق والنقل بمنطقة عسير المهندس علي بن سعيد بن مسفر من وزير النقل التوجيه حيال استكمال الطريق، مؤكدا في خطاب رفعه للوزير، أن مقام إمارة منطقة عسير تطلب الالتزام بالمسار القديم من الناحية الجنوبية.