دعونا نقف مع أنفسنا وقفة تحليلية، بعد الضجة الكبيرة التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، على إثر نشر خبر دعوة التلفزيون الألماني لاستنساخ تجربة المعلم السعودي، لنجد أن أكثر الساخرين من الخبر هم المعلمون أنفسهم، وهذا أمر غريب حقا، وبه يدانون، فهم الأعرف بمستواهم ومقدار تميزهم، إلا أن البعض حدد بعض الصفات التي دفعت ألمانيا للإعجاب بتجربة المعلم السعودي، وأهمها الصبر والاحتساب، والعمل في كل الظروف، وتحت أي ضغط. وأعتقد أن الألمان قد وصلتهم أخبار المعلمين الذين قضوا نحبهم على أيدي طلابهم، وإن كانت هناك بعض المقاطع المصورة التي تبين سلوك بعض المعلمين غير الإنساني مع طلابهم. كما أعتقد أنهم يتابعون مأساة معلمات البند 105، اللواتي تسلمهن سنة دراسية لأخرى وهن منتظرات لحقهن المفقود ماديا، ومهنيا. وقد يكون لسخرية المعلمين من الخبر سبب آخر غير تواضع أدائهم، وإنما لعدم ثقتهم بأنفسهم، وقد يكون هذا أمرا منطقيا له مسبباته كذلك، فمن يطلع على مقدار التعاميم الوزارية أو الإدارية على اختلاف المناطق، والتي تهدف إلى تقييد المعلم وإلزامه، وفرض العقوبات عليه، وتهديده بالخصم والفصل؛ كل هذه التعاميم ترسم صورة لمعلم متهاون في واجبه، ولا يحمل روح الإخلاص والتفاني. وكل استنساخ وأنتم بخير.