رجم امرأة هو الإعلان الأول لأي سلطة تقول إنها إسلامية، وهو الدليل الأول الذي تقدمه هذه السلطة للعالم على "حسن إسلامها" وأنها جادة في "تطبيق الشريعة" ثم أدلة ثانوية أخرى كهدم تمثال أو تدمير ضريح. حصل ذلك في طالبان أفغانستان وفي الصومال ويحصل في "دولة الخلافة" بغزارة.

لم تقدم جماعات "الخلافة وتطبيق الشريعة" أي دليل على عمق الإسلام وعظمته ولا أي دليل على حرية الإسلام وانفتاحه على البشر أو على مناحيه الخلاقة علما واقتصادا وأخلاقا، المسألة في غاية البساطة، امرأة ضعيفة تهمتها خطيئة قابلة للتوبة والغفران ومختلف في عقوبتها، ثم تسلط عليها الكاميرات وحجارة متوحشة مسعورة بحب القتل ومشاهد الدم في مشهد علني، لأن الغاية إنما هي الإعلان عن دولة الخلافة والشريعة!

تطورت الأمور بسرعة وصار هذا الفعل الوحشي يقدم كمشهد ممتع للعالم، يفتح النفس ويضفي على الحياة بهجة!

الأب يرفض استعطاف ابنته فيقنعه جلاد رقيق القلب أن يسامحها! ثم يتحدث مقدم الحفلة بوجه مبتهج مبتسم إلى الفتاة يشرح لها محاسن رجمها حتى الموت، وبركات الحجارة التي ستنزل على جسدها المرتعش بعد قليل، ويخبرها أنها -ولحسن حظها- ستكون أول امرأة يطبق عليها "شرع الله" وستطهرها الحجارة بعد دقيقة، ويتوج ذلك بسؤال ضيفة الحلقة إن كان لديها كلمة لجمهور المشاهدين، تنهي كلمتها ثم يربطها والدها وينزلها في الحفرة فتتكوم على نفسها. ثم "والآن نبدأ.. الآن نبدأ.. بسم الله.." وتنهال الحجارة المسعورة على أنين المسكينة حتى تموت. وبذلك ثبت أن "دولة الإسلام" قامت!

الغريب العجيب أن "دولة الخلافة" تستخدم هذا المشهد كدعاية لها، والأغرب الأعجب أن شبابا ونساء مسلمين وغيرهم، عربا وغيرهم، يعجبهم الإعلان فيلتحقون بالدولة أو يدافعون عنها!

صحيح أن هناك أناس مجرمون قتلة بطبيعتهم ولا يحتاجون سوى المبرر لقتل أي إنسان فيعتنقون إسلام "الدم" ويشبعون غرائزهم الدموية؛ لكن المسؤولية الأكبر تقع على كل من شارك ويشارك في ترويج أو ترسيخ مثل هذا الإسلام في الناس، منذ 1000 سنة حتى اليوم.