شدد مختصون في مجال الإعلام والصحافة وقادة رأي في حديثهم إلى "الوطن" على أن التطرف أخذ منحنيات جديدة، وأن هناك من يغذي الأفكار الهدامة لتخرج جماعات إرهابية وفكر منحرف، مشيرين إلى أن الجماعات المتشددة استغلت وسائل الإعلام الحديثة بشكل جيد واستطاعت الوصول إلى أهدافها بشكل مباشر وغير مباشر، لافتين إلى أن وسائل الإعلام المختلفة يجب عليها التصدي لهذه الظاهرة بشتى المجالات، مطالبين بمشروع إعلامي يعرّي تلك التيارات الهدّامة أمام الجميع.
عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري أكد لـ"الوطن" أن الشبكة العنكبوتية قدمت المجال الرحب والوسيلة السريعة وغير المكلفة لكافة جماعات التطرف والعنف، وأدركت تلك الجماعات حجم تأثير هذه الوسائل الإلكترونية وقدرتها على الوصول إلى الشباب تحديداً، ولذلك يلاحظ أن جماعات القتال في سورية والعراق أولت هذا الجانب الاهتمام الأكبر، وتكاد تكون هناك يوميات تنشر عبر حساباتهم في المواقع الإلكترونية.
وأبدى الشهري استغرابه مما تحظى به تلك الجماعات من الفرصة لبث وتسجيل نشاطاتها بإبداع فني مميز يثير الكثير من التساؤلات بالرغم من وجودهم في مناطق تتقاطع فيها الصراعات والنزاعات.
وقال عضو مجلس الشورى إن تلك الجماعات للأسف الشديد تجاوزت مرحلة التفكير المتشدد حيال التكفير الذي عهدناه منها، وأصبحت تمارس ذلك علناً بأمور لم يسبق أن حدثت في تاريخ الإسلام، مبيناً أن جماعات الخوارج التي خرجت على إجماع المسلمين عبر التاريخ لم تصل إلى هذا المستوى، منوهاً في الوقت ذاته أن المجتمع المسلم هو المستهدف وهو الوحيد من يملك العلاج.
وواصل أن هذه المنظمات تدعي مناقضة الحكام، ولكن في الحقيقة هي تؤثر على حياة الناس وتنمية المجتمعات، والأسوأ من ذلك أن ما يعرض من مشاهد قتل يكاد يشبه الأفلام الأميركية يخشى أن يكون المقصود به الإضرار بالإسلام الذي بدأ ينتشر كثيرا في المجتمعات الغربية، وكأن هذه الصور والمقاطع تقول إن هذا هو الإسلام المتوحش الذي يسلط الرصاص والسيوف على الرقاب.
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة الحياة الزميل جميل الذيابي لـ"الوطن": إن إعلام الفكر المتشدد مضلل وتقليدي، مشيراً إلى أن إعلامهم تحريضي، ويحاول زرع السم في العسل بقدر الإمكان، من حيث إيجاد المبررات والمسوغات لكل موضوع يعنيهم ويخص فكرهم، مؤكداً أنهم ينتهجون لغة التكفير والتفجير، وأحياناً يميعون اللغة لكي يصلوا إلى أهدافهم، وتصل إلى المجتمع وتحديداً البسطاء على وجه الخصوص "بقال الله وقال الرسول"، ويحفزون لغتهم ويعتقدون أنها جزء من المشاطرة على الدين، ولكنهم في نفس الوقت يعرفون أن هناك من يكشف لغتهم وإعلامهم، ويجيد التعامل معه وما يرمون إليه إلا أنهم يستمرون في ذلك، مضيفاً أن البعض يبرر لهم وكأنه لا يفهم وهو حقيقةً يعرف ما يريدون.
وأشار الذيابي إلى أن الطريقة الوحيدة للقضاء عليهم عن طريق كشفهم بالأسماء والرد على ما يقولون من الشبهات التي يوردونها حول الدين الإسلامي وحول مشروعية لغتهم المستخدمة بإقناع الناس بما يقومون به من جمع للتبرعات، لافتاً إلى أنه لا بد أن تكون هناك للسلطات في كل بلد قوانين وتشريعات تمنع هؤلاء من الضحك على الصغار والبسطاء الذين يعتقدون أنهم يضيفون شيئا للدين الإسلامي.
وحول النسبة المنجرفة مع إعلام الفكر المتشدد ذكر الذيابي "من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تقيس الآراء والتوجهات فأعتقد أنهم موجودون في المملكة بشكل واسع وفي بعض دول الخليج وخصوصاً الكويت، وتلك الجماعات تستغل بعض التيارات والأحزاب مثل جماعة الإخوان المسلمين في تمرير بوصلة ما يريدون بطريقة إسلامية".
وزاد أن المرحلة المقبلة بالذات تتطلب المواجهة لعدم فتح المجال لهم في الاستمرار في إغواء الشباب، مؤكداً أن الكثير ممن تم استقطابهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي سواء تويتر أو فيسبوك من خلال بعض ما يريدون حيال طلب الفزعة للمواجهة في ما يحوي الدين ويرمونهم حطباً في أزمات لا علاقة لهم بها، وهي محرقة يريدون أن يحرقوا الشباب فيها عبر فتاوى التكفير والتفجير.
من جانب آخر، أوضح نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون لشؤون التلفزيون صالح المغيليث لـ"الوطن"، أنه يجب إنشاء مشروع إعلامي عربي إسلامي موحد يدافع عن الحقوق والقضايا، ويعري بشكل مباشر أو غير مباشر التيارات الهدامة بعيداً عن التشدد والغوغائية.