حينما تقدمت بكتابي "أنا سنية.. وأنت شيعي" بطلب الحصول على الفسح من فرع وزارة الثقافة والإعلام في المنطقة الشرقية، تم الرفض، واستطعت أن أتقبل الأمر بصدر رحب، ثمة شيء أؤمن به جداً، أن الوزارة لمست في كتابي ما يستحق المنع، لم أغضب ولم أثر أو حتى أحاول "شخصنة" الموضوع، حتى بعد أن طُلب مني أن أتقدم بكتابي مرة ثانية لإعادة النظر في محتوى الكتاب؛ الطلب لم يأتي مني هذه المرة ولكن فرع الوزارة أراد أن يكون على بينة أكثر في منع الكتاب من الدخول إلى السعودية، وقد وافقت على ذلك بمحبة وتناولت الموضوع بشكل ودي للغاية، ولكني أعترف أنني شعرت بالانزعاج مثلاً حينما تم منع كتابي في دولة الكويت، وقلت ذلك لسعادة وزير الإعلام الكويتي في لقائي به مع بقية زملائي الإعلاميين، حينما تمت دعوتنا لحضور المنتدى الإعلامي العربي الماضي، قبل كل ذلك، تم فسح كتابي "قبيلة تدعى سارة" وله عام في مكتبات السعودية، وتم سحبه من الأسواق لمدة أسبوعين، بعد شكوى رفعت على الكتاب، أذكر أني غضبت من ذلك، لكني لم أفعل شيئا سوى احترام رأي الوزارة، دون أن أقوم بأي "فرقعة" إعلامية لكي أسلط الضوء على كتابي، وأحاول من خلال هذا المنع إحداث بلبلة لكسب المزيد من الشهرة.

والآن لنأتي إلى عنوان المقال وبين المقدمة التي كتبتها، كنت أود أن أقول إننا نرغب وبشدة بأن نكون موجودين على ساحة الإعلام، ونرغب أيضاً بأن يكون نتاجنا الأدبي متوفراً في وطننا أكثر من أي مكان آخر، لكن يبقى واجب علينا احترام قيم المجتمع الذي نعيش فيه، واحترام مهنيتنا أيضاً، لكن هناك ثمة أشخاص في الوسط الإعلامي، لا يعرفون كيف يطرقون أبواب النجومية أو النجاح، إلا حينما يخترقوا هذا "التابو"، وكأن الشهرة لا يمكن أن تأتي إلا عبر "هز" المجتمع ببعض التصرفات والتي أجدها بعيدة تماماً عن الذكاء، وأشبهها بأداء فريق النصر العالمي أمام نادي الأهلي "قلعة الكؤوس"، في المباراة الوحيدة التي تابعتها مؤخراً، التمريرات البطيئة والأداء الذي لم يتوقعه مشجعو النصر من فريقهم، لقد "هز" نادي النصر مشجعيه والبعض منهم شعر أن قلبه قد تحرك من مكانه.

لكن خالد الشاعر وأسيل عمران، يرفعان الضغط بصورة مختلفة تماماً وبعيدة بشكل جلي عن قيم مجتمعنا الخليجي، وبعيدة أيضاً عن المهنية أحياناً، وكل ما يقوم به هذان الإعلاميان أنهما يجلبان اللغط لأنفسهما، وأنا لا أدخل في ضمائرهما ولكن كل من يتابعهما يتأكد أن كل ما يقوم به هذا الثنائي هو مجرد محاولة للفت الانتباه، ولفت النظر لمتابعة حياتهما الشخصية البليدة، التي لا يجد البعض فيهما ما يثير الانتباه، رغم أني أشيد بأداء "الشاعر" كمذيع جيد في برنامج "صباح الخير يا عرب"، ولكن -خلصنا يا شيخ- من حديثك المتكرر عن علاقتك بزوجتك حالياً وطليقتك سابقاً، وعن الحديث القديم برغبتك في العودة، وكن أكثر احترافية وركز أكثر على عملك ومستقبلك.

في الحقيقة، لا أفهم ماذا يريد هذان الإعلاميان منا نحن الجمهور؟ البحث عن النجومية بهذه السذاجة لن يوصلهما إلى مبتغاهما الفعلي، عندما تطلقا قاما في كل برنامج بالحديث عن حياتهما الشخصية، التي لا تمثل بالنسبة لجمهورنا الخليجي أي إثارة.. عادا إلى عش الزوجية، وبدأت محاولة إظهار المودة والمحبة للجمهور، عبر الصور في برامج التواصل الاجتماعي!

لا زلنا في مجتمع تحكمه القوانين وتسود فيه الأعراف والتقاليد، وأنا لا زلت أستغرب تمام الاستغراب من مجموعة MBC هذه السقطة الإعلامية، حينما تم استعراض حياة إعلاميين لم يكونا في ذلك الوقت يحظيان بأي قاعدة جماهيرية، والتركيز على حياتهما الشخصية، ولا أعني بذلك أنهما لو كان شهيرين فإن الأمر سيكون لائقاً، الفكرة بحد ذاتها غير مقبولة، وأذكر أنه بعد الحلقة المسيئة، التي ظهر فيها الشاعر يحتضن زوجته ويسألها ذلك السؤال الغبي، الذي شاهده الملايين من متابعي القناة، ظهر الثنائي يتمشيان في أحد أشهر شوارع دبي، فرحين بأن المشهد قد أثار هذه الضجة والتفاعل لدى الجمهور، لأنهما لا يريدان غير الشهرة وبأي شكل، وبأية وسيلة، وبأية طريقة.

أكتب مقالي وأنا أشعر بالقرف للأسف، لأنني كمشاهدة وكإعلامية لا أريد أن يظهر خالد وأسيل آخرين في الوسط الإعلامي الخليجي ليقلداهما، فهما لا يصلحان أبداً لأن يكونا مثالاً، بل عليهما التركيز على أعمالهما، دون أن يشركا الجمهور في أي من خططهما التي تعتمد على "الأكشن"، وعلى الرغبة في تركيز الأضواء عليهما، لأننا لا نجد في حياتهما ما يفيدنا.

وحينما يظهر فنان شهير جداً ويقول في برنامج شهير "أعتذر عن الإجابة عن هذا السؤال، لأنه يتعلق بحياتي الشخصية، وأرجو التركيز على أعمالي"، أنا هنا أحترم هذا الفنان، الذي لا يريد من جمهوره إلا متابعة أعماله، غير راغب في أن يفتح خزائن أسراره، مهتماً بأن تكون صورته جديرة بالمباهاة.

خالد وأسيل.. "ارحمونا".