اغتال الاحتلال الإسرائيلي 3 من أبرز قادة كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس)، بقصف منزل تواجدوا فيه في رفح، جنوبي قطاع غزة، ما صعد من المساعي الهادفة لإبرام وقف إطلاق النار في القطاع لتفادي مزيدا من التصعيد.

وفي هذا الصدد فسيصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الجمعة إلى العاصمة المصرية القاهرة للقاء المسؤولين المصريين قبيل اجتماع له مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم غد السبت حيث يتركز الحديث على تجديد جهود وقف إطلاق النار.

ولم تستبعد مصادر مطلعة لـ"الوطن"، أن تتجدد في غضون الأيام القليلة المقبلة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية غير المباشرة برعاية مصرية لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.

وفي هذا السياق أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية القطري والتركي لدفع المساعي لتحقيق وقف إطلاق النار.

وكان الجناح العسكري لحركة (حماس)، كتائب عزالدين القسام، أعلن أن 3 من أبرز قادته في جنوب قطاع غزة اغتيلوا خلال ساعات الليل بقصف إسرائيلي على أحد المنازل في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وقال إن "رائد العطار، ومحمد أبو شمالة، ومحمد برهوم، ارتقوا في قصف منزل عائلة كلاب في حي تل السلطان برفح".

ولفت إلى أن رائد صبحي أحمد العطار "أبو أيمن" (40 عاما) هو عضو المجلس العسكري الأعلى لكتائب الشهيد عزالدين القسام والقائد العسكري للواء رفح، ويعد من أبرز المطلوبين للتصفية لدى الجيش الإسرائيلي، ولد عام 1974 وهو متزوج وأب لولدين.

وقال "أما محمد إبراهيم صلاح أبو شمالة"أبو خليل" (41 عاما)، قائد لواء جنوب القطاع، ويعد من أبرز المطلوبين لأجهزة المخابرات الإسرائيلية منذ العام 1991 وأمضى في سجون الاحتلال 9 أشهر، أما في سجون السلطة الفلسطينية فأمضى 3 سنوات ونصف، ونجا أبو شمالة في ثلاث محاولات معلنة من التصفية الجسدية، كان أخطرها عندما اجتاح الجيش الإسرائيلي مخيم يبنا وحاصر منزل أبو شمالة قبل أن يدمره بمتفجرات وضعت بداخله في مطلع صيف العام 2004".

وأضاف" بالنسبة للقائد الشهيد محمد حمدان برهوم "أبو أسامة" (45 عاما)، من الرعيل الأول للقسام، ومن أوائل المطاردين في الكتائب، وهو رفيق درب الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار".

ومن جانيه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان أن العطار وأبو شمالة هما المخططان لعملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في العام 2006.

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بعملية الاغتيال وقال "إن المعلومات الاستخباراتية النوعية التي جلبها "الشاباك" بفضل عمله الدؤوب والمهني وقدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ المهمة بدقة مكنتنا من اتخاذ القرار حول إطلاق العملية لاستهداف قادة حماس الذين خططوا لشن عمليات إرهابية قاتلة ضد المواطنين الإسرائيليين".

وأقرت الحكومة الإسرائيلية أمس استدعاء 10 آلاف جندي احتياط في وقت قال فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي إن 223 صاروخا أطلقت على إسرائيل منذ عصر يوم الثلاثاء.

من ناحية ثانية، شيع الآلاف من الفلسطينيين في موكب مهيب، الشهداء الثلاثة فيما تم انتشال طفلة ثانية لقائد الجناح العسكري لحركة (حماس) محمد الضيف من تحت أنقاض المنزل الذي قصفه الاحتلال الإسرائيلي مساء أول من أمس، مما أدى إلى استشهاد زوجته وابنه علي في عملية هدفت لاغتياله.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 57 فلسطينيا استشهدوا منذ عصر الثلاثاء الماضي مما رفع عدد الشهداء منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في الثامن من شهر يوليو الماضي إلى 2074 شهيدا وأكثر من 10200 جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ.