لم تكد تمضي دقائق على إلقاء طائرة حربية من طراز "إف 16" خمس قذائف على منزل عائلة الدلو في حي الشيخ رضوان، شمالي قطاع غزة، حتى تمكنت طواقم الإنقاذ من إخراج رضيع لم يتجاوز السبعة أشهر وقد أصيب بجروح قاتلة في رأسه.
كان علي محمد دياب ضيف وهو من مواليد 14 يناير الماضي في خان يونس بغزة، الابن الأصغر للفلسطيني الأكثر شهرة في إسرائيل وهو محمد الضيف قائد كتائب القسام الذي تطارده إسرائيل منذ سنوات التسعينيات وأخفقت 5 مرات على الأقل في اغتياله.
ووفقا لسجلات مستشفى الشفاء في غزة فقد وصل الطفل الرضيع ومعه أمه وداد مصطفى حرب ضيف، التي استشهدت هي الأخرى، إضافة إلى رجل وطفل في الهجوم الإسرائيلي الذي بدأت تظهر تلميحات في إسرائيل وتأكيدات علنية في فلسطين بأنه السبب الذي لأجله خرج إعلان إسرائيلي بات مشكوكا في صحته عن إطلاق 3 صواريخ على جنوبي إسرائيل بعد عصر أول من أمس.
ويقول مراقبون: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يبحث منذ أكثر من شهر دون جدوى عن انتصار في غزة، وجد ضالته في اغتيال الضيف".
وسارع وزيرا الداخلية والعلوم الإسرائيليان جدعون ساعر ويعقوب بيري، إلى الترحيب بمحاولة قتل الضيف غير أن حماس أكدت على أنه لم يستشهد في العملية الإسرائيلية.
وشكك مسؤولون فلسطينيون في الرواية الإسرائيلية عن إطلاق 3 صواريخ على جنوبي إسرائيل عصر الثلاثاء، والذي على أثره أوعز نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعالون إلى الطائرات الحربية الإسرائيلية باستئناف هجماتها على غزة، قبل أن يطلب من وفده المفاوض الذي كان يتواجد في القاهرة بالعودة إلى إسرائيل.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) موسى أبو مرزوق: "في خطوة غير متوقعة، إسرائيل تعلن سقوط ثلاثة صواريخ عليها، نتنياهو يعلن وقف التفاوض، وسحب الوفد، وإنهاء التهدئة، وسط حيرة الجميع. لا ندري لهذه الخطوات من سبب، ولم نلبث طويلاً حتى جاءت الأخبار، ليس هناك من صواريخ انطلقت من غزة، لكنها ذريعة لاستهداف شخصية كبيرة من حماس، فتم سحب الوفد، وإلغاء التهدئة، وكانت الجريمة الجديدة في بيت آل الدلو واستشهدت فيها زوجة القائد الكبير أبو خالد الضيف وابنه".
من جهته، قال الأمين العام للمبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي: "لا يوجد حدود لأكاذيب إسرائيل التي خرقت التهدئة لاعتقادها بإمكانية اغتيال الضيف وفشلت مرة أخرى".
ولم يوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي هجماته الجوية منذ الإعلان عن إلغاء وقف إطلاق النار، في الوقت الذي جدد فيه هذا الجيش استدعاء 2000 من جنود الاحتياط.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: "إن 22 فلسطينيا بينهم 8 من عائلة واحدة، استشهدوا خلال اليومين الماضيين ما يرفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من يوليو الماضي إلى 2039 شهيدا، ونحو10300 جريح".
وبدوره قال جيش الاحتلال الإسرائيلي: "إن أكثر من 137 صاروخا أطلقت على البلدات والمدن الإسرائيلية في جنوبي إسرائيل سقط بعضها على منازل".