فناننا اليوم ليس بالضرورة أن تجده واقفا على خشبة مسرح أو في شاشة التلفزيون أو مكتوبا على شريط "سي دي"، بل هو في جيب كل واحد منا! إنه "يوتيوب" الرفيق الجديد لأعين السعوديين والأنيس والمسلي الوحيد في عصر طغت عليه التقنية بكل أبعادها، فـ40% من محتوى هذا الموقع تتم مشاهدته عن طريق الهاتف المحمول!
في الرياض بدأ أمس ملتقى الإعلام المرئي الجديد "شوف" فعالياته، حيث يهدف إلى تسليط الضوء على الإعلام المرئي الرقمي وإسهامه في بناء الواقع الاجتماعي من خلال وضع بديل يسمح بالتفاعل مع القضايا المجتمعية، وهي أهداف جميلة وتتماشى مع توجهات الأجيال الشابة حاليا.
المشكلة أن الإعلام المرئي الجديد تواجهه الكثير من العقبات، يأتي في مقدمتها الدعم المالي، كما أن المعلن لا يزال يثق في التلفزيون أكثر من الإنترنت، وهنا يأتي دور المسؤولين عن الملتقى في ضرورة فتح قنوات مع أجهزة التلفزيون، سواء الحكومية أو الخاصة، فما المانع أن تكون هيئة الإعلام المرئي والمسموع شريكا في عدد من برامج "يوتيوب"؟ أو أن يشارك القطاع التلفزيوني الخاص في مثل هذه الملتقيات لمعرفة مدى تأثير الإعلام الرقمي المرئي في معالجة الكثير من القضايا المجتمعية؟!
نماذج استعرضها الملتقى أمس عاشت سنوات من الصبر والكفاح وتكللت تجربتها بالنجاح، وربما يظل التنافس حائلا بين الإعلامين التلفزيوني والرقمي لسنوات، على الرغم من قدرة التلفزيون على دخول هذا المضمار، ربما لم يحن الوقت لكي يثق التلفزيون أكثر في المنتج الرقمي على الرغم من جودته العالية!