يعتقد الكثير من الناس، أن آراءهم وقناعاتهم حتى تلقى قبولا ورواجا، لا بد من إلباسها عباءة الدين لإكسابها حظوة عند الناس، ولعل هذا الأمر صحيح بنسبة كبيرة، فنحن نميل إلى التصديق والاقتناع بكل ما يصبغ بصبغة دينية، بيد أن الناس باتت أكثر وعيا واطلاعا، إلا قلة غلبت عليها السذاجة، لأنها تريد أن تبقى كذلك.

قبل أيام استمعت لأكاديمية تحاضر عن فضل اللغة العربية وأهميتها، ورددت المعلوم بالضرورة من أنها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة، حتى وصلت إلى قولها: "إن الدعاء باللغة الفصحى حري أن يستجاب له"، دون الإشارة إلى أن هذا رأي شخصي، أو قناعة فردية، وسط دهشة الموجودات.

وآخر يرى أنه من كمال الإيمان بالله تشجيع هذا الفريق أو ذاك، وزيارة بلد دون آخر.

إنها تركيبة عجيبة من التطرف حتى في الرأي، ومحاولة الظهور بلباس الدين، هي التي تسببت في خروج مثل هذه الأصوات التي لا تسمع إلا نفسها، ولا ترى أن الصعود إلى القمة ممكن، إلا في حال سقط غيرها.