أكبرت لرئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان وعده بالرد التفصيلي والإجابة عن 11 سؤالا طرحها مخترق حساب الهيئة العامة للسياحة والآثار، الذي قدم عذره في الاختراق على اعتبار سياحة بلادنا كئيبة، ومع اختلافي مع هذا الرأي المجحف إلا أنه يمثل رأي إحدى شرائح المجتمع التي ستتباين بين مؤيدة جدا ومؤيدة إلى حد ما.
ذلك لا يمنع طموح أي مواطن أن تكون السياحة الداخلية تتنافس برامجها ومشروعاتها على اجتذاب وإرضاء جميع شرائح المجتمع، وإنعاش هذا القطاع يبدأ من تفعيل البنى التحتية والبرامج السياحية لا نقول لجذب شرائح عربية أو خليجية، يكفي كسب تحدي جذب السائح السعودي الذي أصبح متطلبا ومستقطبا وتتنافس عليه الدول لجذب سيولته المادية والحصول على رضاه.
انخفاض مستوى تنوع وتعدد مشروعات الترفيه وانعدامها في بعض المناطق يصعب التسامح معه رغم الإعلان عن مشروعات واعدة، وهناك مستثمرون يئنون تحت وطأة عدم توفر التسهيلات، طالبت غير مرة بفتح الفرص لتلقي أفكار مشروعات يخطط لها الشباب بتمويل حكومي مع تنفيذ وإدارة شبابية أو شراكة بين القطاع الحكومي والخاص وبقروض ميسرة.
في دراسة حديثة أعدتها شركتا فروست آند سوليفان وإنسايتس العالميتان المتخصصتان بمجال السياحة والخدمات ونشرت نتائجها مؤخرا تستشرف المعالم المستقبلية لقطاع السفر بدول مجلس التعاون الخليجي، كشفت عن أن سياحة السعوديين الداخلية تكلف الفرد 21 ألف ريال، والسعوديون مقارنة بما ينفقه الخليجيون في السياحة الخارجية يحتلون المرتبة الثانية بـ43 ألف ريال،61% منهم يفضلون السفر مع عائلاتهم.
الفاحص للدراسة يجدها تستشرف مستقبلا واعدا، خاصة للسياحة العائلية، وتستطيع السعودية اختطاف حصة الأسد بالانفتاح على مشروعات الترفيه الهادف ولقطاع الشباب خاصة، مع إسناد هذا الدور لهم بفتح مجالات الاستثمار السياحي لإحداث حالة الإنعاش اللازمة ومن واقع قراءة لما يطلبه هؤلاء الشباب بحيث نتنافس مع مشروعاتنا وليس من واقع ما لدى غيرنا وهو عبارة عن مراكز تسوق عملاقة مكيفة. الأمر يحتاج لسياسات انفتاح على الاستثمار عبر تسهيلات ومرونة وشراكة مع الشباب.
وفقا للدراسة من أهم المعوقات التي تمنع تطور القطاع السياحي، إصدار التأشيرات للحج والعمرة والتجارة والعمل، مما يقيد الزوار ويوجههم للاهتمام بأعمالهم التجارية فقط "تقتصر الزيارات من غير دول مجلس التعاون الخليجي على رحلات الأعمال، لعدم وجود تأشيرات سياحية" مما يمنحنا إشارة إلى ضرورة جعل التأشيرة السياحية متاحة باستهداف فئات وشرائح معينة وقصرها على العائلات فقط.