كشف الرئيس الحالي لنادي المنطقة الشرقية الأدبي خليل الفزيع عما وصفها بـ"ترتيبات جديدة سيشهدها أدبي الشرقية خلال الفترة المقبلة". وقال في رده على أسئلة "الوطن" أثناء زيارة قامت بها لمقر النادي الأدبي بالدمام، إن "المجلس الحالي ليس على خلاف مع وزارة الثقافة والإعلام، فالخلاف بين الإدارة السابقة والوزارة".
وفي حديثه لـ"الوطن"، بث الفزيع بعض هموم المؤسسات الثقافية مع التمويل المادي قائلا "بلادنا التي طال خيرها القاصي والداني، ما زالت أنديتها تعيش على الكفاف، زادت كل الأسعار، إلا سعر الثقافة ظل ثابتا، وكل ما نرجوه ألا يتحول رؤساء الأندية إلى متسولين".
إلى أين يسير نادي المنطقة الشرقية الأدبي بعد الأحداث المربكة التي مر بها في السنوات الأخيرة؟
ـ لعلك تقصد بالأحداث المربكة هو ما تعرض له النادي من إجراءات بعد تعثر انتخاباته الأخيرة، وما نشأ عنها من خلافات بين الوزارة، مما اضطر الوزارة لتعيين مجلس إدارة جديد للإعداد لانتخابات جديدة، وقد قمنا بهذه المهمة، وحددنا شروطا جديدة لعضوية الجمعية العمومية وفق لائحة الانتخابات الحالية، وأشير هنا إلى أننا لسنا على خلاف مع الإدارة السابقة للنادي، وإنما الخلاف بين المجلس السابق والوزارة، هو خلاف لا دخل لنا فيه، فالتعيين موقت، وهدفه تسيير العمل في النادي إلى أن تعاد الانتخابات بالصيغة والوقت الذي تراه الوزارة مناسبا. والنادي يسير في الاتجاه الصحيح، رغم تعثر بعض مشاريعه الثقافية نتيجة بعض الظروف التي أفرزتها تلك المرحلة.
هل ستجري الانتخابات في النادي قريبا؟
ـ هذا ما نرجوه ونأمل أن تتخذ الوزارة خطوة عملية في هذا الاتجاه، وقد سبق أن طلب أكثر من نصف أعضاء الجمعية العمومية من الوزارة التعجيل بإجراء الانتخابات، لتكون للنادي إدارته المنتخبة كبقية الأندية، وبنهاية السنة الهجرية الحالية ينتهي تكليف الوزارة للإدارة الحالية، والأمل ألا يتكرر التجديد للمجلس الحالي.
ما هي الصيغة المناسبة للانتخابات القادمة؟
ـ على ما أظن أن اللائحة الجديدة التي تأخر صدورها، والرأي السائد هو الجمع بين الانتخابات والتعيين، بعد أن مرت أنديتنا الأدبية بأوضاع لا تحسد عليها نتيجة الانتخابات، وما واكبها من طعون وطعون مضادة وصلت كما هو معروف إلى المحاكم العامة، مع أن الوزارة بها محكمة مختصة تعالج خلافات المثقفين، وبها قاض شرعي ومستشارون واستئناف، فما الحاجة إلى المحاكم العامة؟
كيف تصف المرحلة التي تعيشها الأندية الأدبية حالياً؟
ـ رغم ما ذكرت عن قصور اللائحة الحالية للأندية، فأنا أعتقد أن هذه الأندية تعيش مرحلة حراك كبير لم يسبق لها أن عاشتها، وهناك عدة مؤشرات في هذه الاتجاه، تتمثل في الملتقيات المحلية والإقليمية التي تنفذها هذه الأندية بالتعاون مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وكذلك الشراكات الثقافية التي عقدتها بعض الأندية مع بعض المؤسسات الثقافية والتعليمية والمالية.
إلى أين وصل مشروع مبنى النادي؟
ـ بدأ العمل منذ ثمانية أشهر في هذا المشروع الذي سينفذ خلال 16 شهرا، بقيت منها ثمانية أشهر، وأدعو رجال الأعمال لمساندة تنفيذ هذا المشروع وتغطية تكاليفه المادية، ونتوقع منهم الكثير.
استقالة ثلاثة من الأعضاء في مجلس الإدارة.. هل أثر على أداء النادي؟
ـ أداء النادي لا يرتهن بإنسان دون سواه، بل تسوده روح الفريق الواحد، وإن تعددت وجهات النظر، واختلفت المواقف، وهو تعدد واختلاف مطلوب في كل عمل ينشد الرقي بأدائه، وإثراء واقعه باقتحام مناطق جديدة في الثقافة والفكر، ومن استقالوا لهم مبرراتهم، لكن ذلك لم يؤثر على سير العمل بأي شكل من الأشكال.
هل هناك شكوى من ضعف ميزانيات الأندية الأدبية؟
ـ نعم.. فمنذ أنشئت هذه الأندية قبل أكثر من ثلث قرن، لم تطرأ أية زيادة على المعونة السنوية المخصصة لها، وهي مليون ريال.. لكل ناد.. لا فرق في ذلك بين ناد يخدم مساحة جغرافية كبيرة، وبين آخر يخدم إحدى المحافظات الصغيرة، وهذا توزيع غير منطقي أبدا، وهو أمر مستغرب بالفعل، هذا المليون موزع بين تكاليف التشغيل وإيجار المبنى والنشاط الثقافي، وبلادنا التي طال خيرها القاصي والداني، ما زالت أنديتها تعيش على الكفاف، زادت كل الأسعار، إلا سعر الثقافة ظل ثابتا، وكل ما نرجوه ألا يتحول رؤساء الأندية إلى متسولين، ليتمكنوا من تنفيذ مشاريعهم الثقافية، وعجز ميزانية نادي القصيم عن إكمال مشروع مبناه، خير دليل على ذلك. فكيف يمكن فهم شكوى مؤسساتنا الثقافية من العجز المالي، وخاصة الأندية، وجمعية الثقافة والفنون، مع أنه سبق أن تقدم رؤساء الأندية الأدبية، بطلب زيادة المعونة السنوية، وساندهم في ذلك وزير الثقافة والإعلام.
هل يحتاج واقعنا الثقافي إلى مجلات جديدة متخصصة؟
ـ تعدد منابر الرأي وروافد الثقافة يعني التنشيط للحراك الثقافي، وفتح المجال واسعا أمام المثقفين والمبدعين لنشر إنتاجهم، وإي إصدار ثقافي جديد، لا بد أن يأتي بأسماء جديدة تعبر من خلاله إلى عالم الفكر والأدب، والتعدد في وسائل النشر يمكن أن يستوعب أعدادا من المثقفين والمبدعين ربما ضاقت أمامهم سبل النشر، لذلك فإن واقعنا الثقافي يحتاج بالفعل للمجلات الثقافية المتخصصة.
كيف ترى الثقافة في بلادنا بالنسبة للدول الخليجية؟
ـ لدينا مبدعون ومثقفون يفوق عددهم عدد كل المثقفين والمبدعين في الدول الخليجية، ولدينا تنوع في البيئة الثقافية، لكن البنية الأساسية للثقافة لدينا قاصرة عن استيعاب وإبراز هذا العطاء الثر والمتنوع، أنديتنا الأدبية تشكو من ضعف التمويل الرسمي، والمسارح شبه مفقودة، ودور السينما مفقودة بالكامل، والمكتبات العامة محدودة وغير جاذبة، وجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية اختفت، ومع ذلك اقتحمت بعض السرديات لدينا المجال العالمي عندما حصلنا على جوائز عالمية في الرواية. الثقافة في بلادنا تحتاج إلى دعم من الدولة.
.. ما صلة الوزارة بالأندية الأدبية، وهل تتدخل الوزارة في شؤونها؟
ـ ما يقال عن تدخل الوزارة في شؤون الأندية يقتصر على الشؤون النظامية، وهذا شأن كل مؤسسة لا بد لها من مرجعية رسمية، لكن الوزارة لا تتدخل في الشؤون المالية والإدارية للأندية، بل هي عون لها بالدعم المادي للمشاريع الثقافية كالمؤتمرات والملتقيات الثقافية الكبرى، كما تتولى الوزارة فض النزاعات التي قد تنشأ في هذه الأندية.