لحظة لا يتحملها الرجال الأشداء، فكيف بامرأة مغتربة تفقد اثنين من أغلى الناس على قلبها، وتشاء الأقدار أن تكون طبيبة طوارئ مشرفة وشاهدة على وفاة زوجها وطفلتها بعد أن لقيا مصرعهما إثر حادث مروري.

هذا الموقف الصادم فجعت به طبيبة سودانية خلال أدائها لعملها اليومي في استقبال الإصابات والمرضى بطوارئ مستشفى الأمير سلمان بن محمد في محافظة الدلم، حين تفاجأت بالمسعفين يحملون جثماني زوجها وطفلتها الأولى، بينما أصيبت طفلتها الثانية، نتيجة تعرضهم لحادث مروري بعد ساعة واحدة فقط من إيصالها إلى مكان عملها.

طبيبة الطوارئ رغم عظيم المصاب والمفاجأة، إلا أنها ضربت مثالا للمرأة المؤمنة، حيث وقفت عند رأس زوجها المتوفى لتسجل شهادة بحقه أمام زملائها الأطباء والممرضين، بقولها: اشهدوا يا عباد الله أن زوجي كان زوجا رحيما وعادلا، ولم يسبب لي ضيقا في يوم من الأيام منذ أن تزوجت به، لتتجه بعد ذلك إلى غرفة التمريض لأداء الصلاة والدعاء لزوجها وابنتها بالرحمة وبالشفاء لطفلتها المصابة.

وأوضح مدير المستشفى وديع مراد في تصريح إلى "الوطن"، أن قسم الطوارئ استقبل مصابين بحادث مروري، حيث تفاجأت طبيبة الطوارئ التي باشرت استقبال الوفيات والإصابة بأن الحالات هي زوجها وطفلتاها بعد تعرضهم لحادث مروري عقب ساعة واحدة فقط من إيصالها إلى المستشفى الذي تعمل فيه.

بدوره، اطمأن مساعد مدير مستشفى الملك خالد، محمد بن سعود النشمي، على صحة ابنة الطبيبة الثانية التي أصيبت بالحادث، وقال إن حالتها مستقرة.