منح فريق الغرافة القطري أعظم درس كروي تاريخي للاعبي الهلال ولجهازه الفني في مواجهة لقاء الإياب لربع نهائي دوري أبطال آسيا بعد أن كاد يحل محل الهلال في نصف نهائي البطولة صاعقاً الهلاليين بكبريائهم، ومحققاً التعادل معهم في النتيجة في ظرف 40 دقيقة فقط, لكن لاعبي الهلال ومعهم مدربهم حققوا المعجزة الكروية في زمن قلة المعجزات.
وكانت رياضتنا بحاجة للانتصار في يومها الوطني, بالنظر إلى قلة المنجزات الرياضية في السنة الحالية مقارنة بما تحقق لها سابقاً باستثناء إنجازات كروية يسيرة كإنجاز منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة بتحقيقه بطولة كأس العالم للمرة الثانية على التوالي في جنوب أفريقيا.
كما أنه ولأول مرة يكاد يلحق العار الكروي بلاعبي الهلال ومن خلفهم مدربهم البلجيكي إيريك جيريتس بتصرفه التدريبي الأرعن بالاعتماد على محور ارتكاز وحيد أمام ألعاب الغرافة العمقية, فقد كان الجميع فوق الميدان مجرد قمصان مبللة بالخزي والعار, وبالفرجة على روح وقتالية لاعبي الغرافة الذين لم يرفعوا راية الاستسلام من الرياض.
لقد كبر وعظم الغرافة في تلك المواجهة فالصغائر تكبر وتعظم عند أهلها, لكن هذه المرة الغرافة كبر عند أهل الخليج ولدى أحباب الكرة الآسيوية.
لقاء الأربعاء الماضي سيخلد في التاريخ وسيضاف إلى ذاكره الرياضيين جلهم, بعد أن كاد لاعبو الهلال بأدائهم البالي والمتواضع يهدروا طاقة (رجل) ويهدموا مخطط (شاعر) حضر للوسط الرياضي لقول كلمة إخلاصه لوطنه, ويقيموا ذنباً كروياً لن يغتفر ولن يمسح من ذاكرة الأجيال, بعد تعدد الفرص للتأهل للدور نصف النهائي ومن ثم للنهائي في لقاء الغرافة في موقف لايمكن أن يتكرر حدوثه وكأن الكأس تنادي للهلال, إلا أن ثمة عقوقاً وجحوداً كان يلاحق الهلاليين على مستوى البطولة منذ عام 2000.
كان توجه الأمير عبدالرحمن بن مساعد في حرمان اللاعبين من مكافأة دور الـ8 لإشعارهم بالخطأ الذي اقترفوه توجهاً إدارياً سليماً في منظومة الاحتراف، فكما أنك تعطي لا بد أن تمنع وأن تحاسب، ولابد أن تتوقف السيولة لبعض الوقت كي يشعر اللاعبون بعظم درس الغرافة التاريخي.