بعد الأخبار والتقارير الإعلامية عن مشاركات المبتعثين في المؤتمرات العلمية وإنجازاتهم البحثية؛ بدأت وسائل الإعلام نفسها تتسابق في تناول قضايا التغيب والقتل للمبتعثين، فنحن أمام ثلاث حالات حديثة، منها اثنتان في أميركا وواحدة في أستراليا، فضلا عن تلك الفاجعة التي كانت في بريطانيا والقضية الأشهر في كندا للمبتعث حمزة الشريف المتغيب منذ ثلاثة أعوام دون علم وخبر بشأنه حتى الآن.

برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أكمل عامه العاشر وعدد المبتعثين تجاوز 150 ألف مبتعث حول العالم، وبالنظر إلى عدد الحالات والظروف التي وقع فيها المبتعثون فهي لا تعد شيئا بالنسبة للرقم الكبير، ولكن يجب الاعتراف بأن هذا البرنامج لم يواكبه تحرك نشط من المؤسسات الإعلامية الحكومية، وحتى الخاصة، من حيث أهدافه ومزاياه ومختلف قضاياه سوى بعض تقارير العيد ورمضان وحفلات التخرج دون الخوض في التفاصيل كصناعة الجانب التوعوي للمبتعثين من جانب سفارات المملكة وملحقياتها.

في المقابل نجد أن وزارة التعليم العالي مع قيامها بالدور الإشرافي على برنامج الابتعاث لم تتحرك في هذا الاتجاه أيضا، وعندما تحركت لبست ثوب النمطية الإعلامية حيث أنشأت قناة "عالي" الفضائية كوسيلة تعليمية لا يعلم عنها إلا من يعمل فيها.

قناة "عالي" يجب أن تنتقل من كونها فضائية إلى إلكترونية وتحدد أولوياتها كأن تكون رسالتها "فقط" للجوانب الإرشادية أكاديميا للدارس المحلي، أما للمبتعث فعليها أن تحصنه في مجموعة تقارير تلفزيونية قصيرة وشيقة دينيا وأخلاقيا، وترشده أكاديميا، وتوجهه للتعايش مع المجتمعات الأخرى بما يحفظ نفسه ويحترم ثقافة الآخرين، لاسيما أن ملحقيات الوزارة تملك وسائل الاتصال مع جميع المبتعثين كالبريد الإلكتروني وأرقام الهواتف.