لم يمر ختام ملتقى الشعر الخليجي الأول في الطائف، بسلام، إذ أربك بآخر أمسياته أول من أمس منع الشاعرة السعودية لطيفة قاري من إلقائها قصائدها من منصة الشعراء، رغم صعود عدد من الشاعرات قبلها في أمسيات سابقة للمنصة ذاتها، وكاد أن يعصف بمسيرة الملتقى في يومه الأخير. وأدى الجدل بين المنظمين وقاري التي أصرت على الصعود لمنصة الإلقاء أسوة بزميلاتها، ومحاولة المنظمين إقناعها بإلقاء قصائدها من مقعدها في القسم النسائي، إلى تأخر انطلاق الأمسية الرابعة من أمسيات الملتقى لأكثر من 20 دقيقة، على الرغم من أنه لم يسبق للجنة المنظمة أن طلبت من الشاعرات في الأمسيات السابقة ما طلبته من قاري التي رضخت في النهاية لرغبة اللجنة، وقالت في تصريح إلى "الوطن" عقب الأمسية: كان هناك اعتراض على وجودي وكتابة اسمي في المنصة مع الشعراء. وأضافت: بعض الأشياء لا يستطيع الإنسان أن يفهمها من شدة التناقض، فنحن موجودون سوية، فبالأمس كنا معا في كل مكان خلال الملتقى، وعندما يأتي وقت إلقاء الشعر تحدث مثل هذي البلبلة التي لا أعلم من وراءها وما هو السبب والهدف خلفها. وأوضحت قاري: "طلبت مني لجنة الملتقى عدم الجلوس على المسرح بسبب ضغوط من جهات خارجية، مشيرة إلى أن الشعر النسائي لا زال في البداية، فبالرغم من مساحة المملكة الكبيرة إلا أننا نجد الأسماء محدودة، ولا أصوات جديدة تكمل ذروة الشعر. وكانت فعاليات الملتقى الشعر قد اختتمت بأمسيتين، شارك في الأولى التي أدارها الدكتور عبدالرحمن الطلحي، الشعراء محمد السادة من دولة قطر وأشرف العاصمي من دولة عمان وعبدالله ناجي ولطيفة قاري من السعودية، بينما الأمسية الثانية شارك فيها الشعراء إبراهيم بوهندي من مملكة البحرين وعبدالله الهدية الشحي من دولة الإمارات وهند المطيري من السعودية. إلى ذلك، شدد عدد من الشاعرات المشاركات في الملتقى على حاجة المبدعة الخليجية إلى من يعزز إنتاجها، مؤكدات أن مشكلة النقد في العالم العربي كبيرة جدا وأن المجاملة تقتل النقد.
وقالت الشاعرة البحرينية نبيلة زيباري لـ"الوطن": هناك حاجة لتعزيز دور المرأة وإنتاجها وفكرها من حيث التشجيع وحضورها في المحافل الدولية، فهي تحتاج إلى حضور أكثر، مشيرة إلى أن مشكلة النقد كبيرة في العالم العربي، فسبب قلة الناقدات - من وجهة نظري الشخصية- نجد أن النقد ربما يحدث شيئا من سوء الفهم وبعض المشاكل، فالبعض يجامل ويخشى المصارحة، والمرأة تخشى أن تنقد شاعرة أو كاتبة فيقال نقدها كان بسبب الغيرة. زيباري لم تخف أنها ترددت في الحضور لملتقى الشعر الخليجي قائلة: لأول مرة أحضر أمسية في السعودية فقد كنت مترددة في قبول الدعوة والحضور لعدم معرفتي بطريقة تقبل المرأة، ولكن ما شاهدته كان مختلفا. فيما ذهبت الشاعرة العمانية شميسة النعماني إلى القول بأنه يوجد ضمور في النقد ليس على المستوى الخليجي فحسب وإنما على المستوى العربي، فالإنتاج الشعري كبير ووفير وفي المقابل لا يوجد نقد يوازي هذا الإنتاج، مشيرة إلى أنه من الطبيعي أن يكون النقد النسائي أقل منه في الرجال، فالشعراء أكثر من الشاعرات. وقالت إن علاقة الناقدة بالشاعر علاقة جدلية، وفي نظري الشاعر يخدم الناقد، فالنقد لا تقوم له قائمة من دون الشعر، وفي المقابل الناقد هو من يسلط الضوء على الشاعر ويكشف عن جماليات ما يكتب وينير له مواطن العتمة ليتخلص منها الشاعر ويكون شعره أكثر بهاء. وتابعت النعماني: لا توجد فروق بين الشعر الخليجي والشعر العربي، فالشعر فن لا يخضع للتصنيف والحدود الجغرافية كما هي الحال في الحياة السياسية، لكن قد تكون ثمة قضايا في الشعر العربي لا تطرق كثيراً في الشعر الخليجي، فهناك أوطان تعاني مثل فلسطين، العراق الجريحة، ليبيا، تونس وغيرها من الدول، والخليج بحمد الله سلم من هذه المشاكل، فلذلك الشعر يكون فيه مختلفا ولا يتناول نفس القضايا التي يتناولها شعراء دول أخرى.