في مرات كثيرة كانت (إدارات) نادي الهلال أكثر من يلام في عدم تحقيق كأس دوري أبطال آسيا، لأخطاء مختلفة، والحال ينطبق على الإدارة الحالية بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد في الأعوام الستة الماضية، مع ترقب دخوله السنة السابعة وتحقيق الهلال البطولة السابعة آسيويا، والحق يقال إن الأمير عبدالرحمن هذه المرة تفادى كل سلبيات الأعوام السابقة والأخطاء القاتلة، واهتم كثيرا بالاستقرار العناصري للاعبين والإداريين وعزز هذا العمل بمدرب يملك مقومات النجاح بشخصية متوازنة أظهرها الروماني ريجيكامب الذي كسب احترام المتابعين في وقت وجيز. وزاد الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد بقربه من الفريق واللاعبين أكثر من أي مرحلة ماضية، وترأس البعثة إلى سيدني رغم مرضه مخالفا نصائح الأطباء، أضف إلى ذلك توفير طائرة خاصة جدا بتكلفة عالية ومواصفات تلبي مطالب الجهاز الفني لراحة اللاعبين في رحلة متواصلة 15 ساعة. وقبل ذلك أعلن عن عدم تأخر الرواتب ومستحقات اللاعبين والإداريين والعاملين.
هذه العوامل الإدارية هي الأهم كـ (مهر) للبطولة مع تقنين الظهور الإعلامي وعدم الدخول في أي عراك مهما كانت الاستفزازات. وهنا تكون الإدارة وتحديدا الرئيس الأمير عبدالرحمن بمنأى عن أي انتقادات ما لم تطرأ مفاجآت في مباراتي الذهاب والإياب اللتين لا يفصل بينهما سوى أسبوع، مع ترقب مباراة (ظهر) بعد غد (السبت) في سيدني، والأمل والأماني والدعوات بأن يعود الزعيم الآسيوي ظافرا غانما بما يؤهله لمعانقة الكأس والميداليات الذهبية في قلب (درة الملاعب) بحضور جماهيري غير مسبوق. أيضا أعضاء الشرف لم يكن لأي منهم ظهور سلبي، وزادوا من قيمتهم بالدعم المادي والإعلامي أو الصمت.
لم يبق سوى الخطوة الأخيرة في (الملعب) ذهابا وإيابا، وبغض النظر عمن يكون المنافس سيدني أو غيره حتى لو كان أفضل فريق في العالم، ليس سوى القتال والشراسة الكروية والجدية المتناهية بلا خوف ولا ثقة مفرطة، وهذه مسؤوليات اللاعبين بدعم وتأييد ومتابعة وتهيئة من المدرب والإداريين وبالطبع الرئيس الذي يقف على هرم البعثة.
لن نحمل اللاعبين فوق طاقتهم في مناسبة تهم الوطن وترفع أسهمه بعد توفيق الله باستعادة الوجاهة الذهبية ورفع العلم الأخضر خفاقا وتقوية هيبة الكرة السعودية، ولكننا نعزز فيهم الثقة واستشعار المسؤولية الملقاة على عواتقهم، ولن يتحقق النصر إلا بالتكاتف والعزيمة والحماسة وعدم الأنانية والحرص على تطبيق تعليمات المدرب (ريجي) الذي عليه أن يثبت استفادته من بعض السلبيات التي واكبت بعض المباريات لا سيما في الاستفادة من البدلاء.
الفريق الأزرق بات أكثر قوة وصلابة وجلدا على تحمل العمل الميداني بالدفاع المترابط والهجوم الارتدادي المنظم والسريع دون أنانية، مع أهمية التمركز والتركيز في التمرير والتسديد، واحترام الفريق المنافس الذي يتمتع بمزايا كثيرة تكمن خطورتها في ضعف الإلمام بها لدى المتابع بشكل عام، بل وصل الأمر إلى التقليل من فريق سيدني من منطلق أنه حديث عهد وعمره سنتان فقط، بينما يفترض أن يكون الحذر أكبر إذا ما تيقنا أن هذا الفريق (المغمور) تجاوز بطل ووصيف النسخة السابقة (غوانزو) الصيني و(سيئول) الكوري الجنوبي بكفاءة وقوة وندية، وهذا يبرهن على مدى قوته وتطور مستواه تدريجيا واحترافية تعامل قيادييه، بمعنى أنه قد يتفنن أكثر إبداعا في (النهائي) بعد أن كسب لاعبوه الثقة وليس عليهم ضغوط توازي ما يواجهه نجوم الهلال كفريق يريد العودة بأي وسيلة لمنصات الذهب بعد غياب 12 عاما رغم مشاركاته المتعددة، والضغوطات المحلية الرهيبة تنافسيا.
كل التوفيق للهلال في مهمته الآسيوية وأن يعود من سيدني متوازنا على أقل تقدير.