شدد الخبير الاستراتيجي والسياسي الدكتور علي التواتي في حديثه إلى "الوطن" على أن البيان الصادر من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي أتى بعد اجتماع وزراء خارجية دول المجلس بجدة يأتي تأكيدا وتذكيرا باتفاقية الرياض التي وقعت عليها قطر، والتي تضمنت عدم التدخل في الشؤون الخاصة لكل دولة، وألا تستضيف قطر من يشكل خطراً على أمن الدول الخليجية الأخرى، أو تتخذ منابر إعلامية تكون موجهة ضد الدول الخليجية.

وأشار التواتي إلى أن إصدار وزراء خارجية دول مجلس التعاون توجيهاتهم بتسهيل مهام اللجنة، للانتهاء خلال أسبوع من المسائل كافة التي نص عليها اتفاق الرياض، وإصدار بيان رسمي باسم دول مجلس التعاون كافةً ضمن الاجتماع الوزاري يجعل الوضع مختلفا هذه المرة، حيث سيترتب على ذلك موقف خليجي موحد وستقوم باقي الدول الخليجية بعد المهلة المحددة بتبني موقف المملكة والإمارات بضرورة التزام قطر ببنود الاتفاقية وإن لم يتم ذلك فسوف يتم سحب سفراء بقية دول الخليج من قطر، إضافة إلى احتمالية تجميد عضويتها في مجلس التعاون الخليجي؛ وذلك إذا لم تلتزم قطر باتفاقية الرياض وتوقِف الآلة الإعلامية تجاه دول الخليج ومصر مما يؤثر على الأمن في المنطقة، مشيراً إلى أن قطر ملتزمة بأجندة إقليمية ودولية ومن الصعب أن تتراجع.

وفي السياق نفسه علق عضو اللجنة الخارجية في مجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي لـ"الوطن" على الاجتماع الخليجي بقوله: من الضرورة بمكان أن تكون كتلة دول مجلس التعاون الخليجي ذات تأثير ودور هام، لأن مجلس التعاون خلال السنوات الماضية لعب دوراً هاماً في الساحة الإقليمية والدولية، والتوقيت الحالي يأتي ضروريا لالتزام قطر بهذه الاتفاقية خاصةً في ظل الملفات الملتهبة في المنطقة التي تستدعي وجود توافق خليجي وإرادة سياسية موحدة لدى دول المجلس لمواجهة المخاطر، لأن دول الخليج مستهدفة وتواجه تحديات كبيرة كما أن الانقسام الخليجي لا يخدم استقرار دول المجلس ولا يخدم أيضاً المنطقة العربية كافةً"، وأوضح الحارثي أن قطر هي ضمن البيت الخليجي وعندما طُرحت الملاحظات حول قطر كان بغرض تعديل سياستها بما يخدم دول المجلس كافة ومن ضمنها قطر.