تسببت شركة عمرة في فقدان جوازات سفر 32 معتمرا مغربيا، فيما لا تزال الاتهامات متبادلة بين الشركة والقنصلية المغربية، دون أن يتمكن المعتمرون من العودة لبلدهم، رغم أن رحلتهم كانت مبرمجة يوم الاثنين قبل الماضي بعد أن أنهوا مناسك العمرة والزيارة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة. ويعد اليوم هو الثاني عشر لمكوثهم في أحد فنادق مدينة جدة دون حصولهم على تذاكر سفر بديلة.

"الوطن" التقت بالمعتمرين في مقر سكنهم بجدة، فأكدوا أن المسؤول عن الشركة التي تكلفت بإنجاز التأشيرات، هو من أضاع جوازات السفر وسط ذهول وعلامات استفهام.

واتهموا قنصلية بلدهم بعدم حل مشكلتهم رغم توجههم لها، واكتفائها بإصدار ما يعرف بــ "وثيقة مرور"، تم دفع رسومها للقنصلية بواقع 130 ريالا لكل وثيقة.

وأضافوا أنهم فوجئوا عند قدومهم إلى مطار الملك عبد العزيز في الثالث من أغسطس الجاري استعدادا للسفر إلى المغرب بضياع جوازاتهم من قبل مندوب شركة العمرة "تحتفظ الوطن باسمها"، فاضطروا للمبيت في صالات الحجاج لمدة يوم كامل، ومن ثم تم إحضار المندوب وكذلك مندوب من وزارة الحج، وتم الاتفاق على أن يقوم مندوب الشركة بالتكفل بإقامتهم لحين إنهاء مشكلتهم حيث تم نقلهم إلى إحدى الشقق المفروشة والتي أمضوا فيها 4 أيام، وفي هذه الأثناء راجعوا قنصلية بلدهم حيث تم منحهم "وثيقة مرور" قاموا بدفع رسومها البالغة 130 ريالا لكل وثيقة، ومن ثم رافقهم مندوب القنصلية إلى مقر جوازات منطقة الشميسي، وتم إنهاء إجراءات أخذ البصمات لكل معتمر حيث انتهى دور القنصلية عند هذا الحد. وأوضحوا أنه بعد حصولهم على الوثيقة توجهوا إلى مطار الملك عبد العزيز للسفر غير أن تذاكر سفرهم انتهت صلاحيتها، وهو ما لم يمكنهم من السفر؛ حيث لم تقم شركة العمرة بإصدار تذاكر سفر جديدة كونها المتسببة في ضياع جوازاتهم. وشكوا من سوء معاملة الشركة ممثلة في مندوبها، حيث تم إسكانهم في شقق مفروشة متذمرين من عدم صرف غذاء أو دواء لهم من قبل الشركة، ونفاد نقودهم واعتمادهم في الأكل والشرب على أنفسهم وعلى نفقات المحسنين من بني جلدتهم سيما وأن أغلبهم من كبار السن.

وقال المعتمرن إنهم راجعوا الشركة، فقام مندوبها بنقلهم إلى أحد فنادق جدة غير أنهم اشتكوا من عدم انتظام وجبات الأكل، وأنهم يحصلون على وجبتين في اليوم دون أي شيء آخر.

كما طالبوا كافة الجهات المسؤولة عنهم في السعودية والمغرب بسرعة النظر في وضعهم، ومعالجة مشكلتهم وسرعة عودتهم لوطنهم.

"الوطن" تواصلت مع مسؤول في القنصلية المغربية- رفض ذكر اسمه- فأكد أن المعتمرين المغاربة البالغ عددهم 32 شخصا وهم 9 نساء و23 رجلا راجعوا القنصلية، وتم منحهم "وثقية مرور" تخولهم السفر للمغرب، بعد أن تم دفع رسومها من قبلهم، وأن دور القنصلية ينتهي عند هذا الحد، وأن مسؤولية إصدار تذاكر جديدة لهم تقع على عاتق الشركة التي تسببت في ضياع جوازاتهم، مؤكدا أن هناك 52 معتمرا آخرين يعانون من نفس المشكلة حاليا حيث تم منحهم أيضا وثيقة مرور مماثلة.