شاهدت مقطعا مؤثرا لرجل ـ غربي ـ أراد المزح مع امرأة ـ زوجته فيما يبدو ـ فارتدى قناعا مخيفاً واختبأ في زاوية المنزل، بينما تولى شخص آخر تصوير ردة الفعل من النافذة.. المرأة بعدما دخلت المنزل وفور تعرضها للمقلب فرت مذعورة نحو الشارع.. كاميرا المصور لاحقت المرأة وهي تركض مذعورة حيث تصادف مرور سيارة مسرعة دهستها وفارقت الحياة فوراً!

وهذه الأيام تنظر محكمة جدة قضية رفعها مواطن ضد ثلاثة من أصدقائه قاموا بتعريضه لموقف مرعب حينما لفوا ثعبانا حول عنقه وقاموا بتصويره.. وقبل فترة فقد أحد الطلاب حياته بعد مزحة ثقيلة من زملائه..!

وهناك لدى الغرب الكذبة الشهيرة "كذبة أبريل" التي يسخرونها في الكذب على بعضهم والمقالب بين بعضهم البعض!

ولدينا: هناك المزح بالسيارات.. وهناك المزاح بين الزوجين والذي قد ينهي الحياة الزوجية!.. وهناك المزح بالأسلحة النارية.. والمزح بالحيوانات المفترسة أو الزواحف المخيفة.. وهناك المزحة التي تنتهي بجريمة قتل.. وكثيرا ما نقرأ ونسمع هنا وهناك عن دخول شاب للمستشفى بسبب مزحة..

المزاح بين البشر يتجاوز أحيانا المشروع نحو مزاح ثقيل منهي عنه شرعا وقانوناً.. حيث يدخل إلى منطقة المقالب.. تلك التي تقلب حياة الإنسان تلك اللحظة رأسا على عقب ـ وهذا سر التسمية فيما يظهر لي ـ فيتجاوز الأمر مجرد "شرب المقلب" إلى التأثر به، والتأثر منه!

ـ خارج النص: أمس نشرت "الوطن" خبرا عن نزيل توفي في سجن جازان العام.. الذي لفت انتباهي في الخبر أن النزيل أدخل السجن بتاريخ 2/ 8/ 1431 في قضية "قات"، ولم تصدر محكوميته حتى تاريخ وفاته! ـ هذه ليست "مزحة".