أثارت أمسيات اليوم الأول من ملتقى الشعر الخليجي، الجدلَ لدى حضور الملتقى، وتباينت ردود أفعالهم حيال النصوص، على الرغم من وجود أسماء بارزة بين الشعراء المشاركين فيها.
وقالت الناقدة الدكتورة أميرة كشغري لـ"الوطن" بعد نهاية الأمسية الشعرية الثانية في أول أيام الملتقى: إن كثيرا مما ألقي لا يرقي لأن يكون شعرا. وأضافت أن هناك استسهالا في الطرح والنظم، وعدد الناقدات من النساء قليل مقارنة بالنقاد من الرجال، ويرجع ذلك إلى أن النقد يحتاج إلى علم ومعرفة، وليس هواية وموهبة، فساحة النقد ظلت لفترة كبيرة محصورة على الرجل، باعتبار أنه الأكثر معرفة، فالاتجاه للشعر أكثر منه للنقد لأنه أكثر انتشارا، ولا شك أن الجانب النقدي يضع الناقدة في تصادم مع زميلاتها، فعدد الناقدات من النساء مقارنة من النقادة الرجال لا يتجاوز الـ10%. وأوضحت كشغري أن طموح الشاعرة الخليجية عال، ولا يمكن أن نقول إنه وصل ذروته، لكن مما شاهدناه من الشاعرات الخليجيات في هذا الملتقى كان متميزا من حيث شكل القصيدة والمضمون، وأركز على المضمون أكثر، فهو يمزج بين المتغيرات المعاصرة والأحداث الجارية وبين التراث، فالشاعرة لا بد أن تتحرر من الغزل ومن الوجدانيات وتنشغل بالهم الإنساني.
وكانت الأمسية الأولى من الملتقى قد انطلقت بمشاركة شاعرين من السعودية، هما: علي الدميني ومحمد أبو شرارة، والدكتورة نبيلة زباري من البحرين، وراضي الهاجري من قطر.
وبدأت الأمسية بالدميني الذي ألقى عددا من النصوص كان منها نص "تغريدات" ومطلعه:
"في أول الليل المطل على انتباهي
حسن أغدو صافيا كالحزن
في خطوات امرأة وحيدة"
وقصيدة "قراءة" التي قال فيها: "شفتان للمعنى
وللمعنى معانٍ عدة
ولي احتمالي.
عينان مغمضتان،
هذا ساحل الرؤيا
يرف على غيوم الصيف في قدحي
وألقى محمد أبو شرارة عددا من نصوصه، ومنها
"قالت الريح"، ونص اعتراف بين يدي أبو تمام الذي منه:
نبوءتي لغتي العليا وحنجرتي
جرح على وجع النهوند ينتحب
ينتابني وجع المعني فيعرج بي
حرفي براقي حتى تكشف الحجب
تلاه الشاعر القطري راضي الهاجري، الذي بدأ جولته بقصيدة مدينة الورد وكان منها:
سلام الله يا أرض الكرام
وأرض المحبة والسلام
حباها الله من أركان قلبي
بركن بات يظهر للأنام
فيما ألقت نبيلة زباري عددا من نصوصها ومنها على أشرعة السفر والدرس الأخير وجاء من نصوصها:
أيها الحب المسافر
على طريق يمر
من بين أضلعي
ويترك الفضاء
أيقونة لذكريات ملونة.
الأمسية الثانية، كان فرسانها من السعودية محمد النعمي وفاطمة الغامدي، ومن الكويت ماجد الخالدي، ومن الإمارات الهنوف محمد، وبدأها النعمي بعدد من النصوص ومنها:
أعيدي لعيني وهج الليالي
وعمرا من الحب ولى نديا
وقافية تسترق المعاني
نشيدا طروقا وهمسا شجيا
تلاه الخالدي، ثم فاطمة الغامدي وكان من نصوصها:
الريح تتعرى
تراود القرية عن حصادها
الليل
ينقسم نصفين
يُجرّع البسطاء نصفه الأول
وتثمل الريح بنصفه الأخير
كما ألقت الهنوف محمد عددا من القصائد القصيرة منها جوزاء، خوف، ماذا لو، خادمة، بحث، مفاتيح، مفاتيح، وطني، ومحطات، وجاء من نصوصها:
أجلس خلف الباب
أرقب الثقب
وكأنني أرى العالم
من منظور ضيِّق
أتخيَّل ما لا أراه.