بعد أن استوعب العالم من حولنا فحوى ومضمون حملات السعوديين التي تحمل شعار "الراتب لا يكفي الحاجة"، وعرفوا أن السعودي لم يعد يطمح للثراء كباقي شعوب الأرض، بل أصبح حلمه لا يتجاوز تحقيق الاكتفاء براتبه لسد حاجته وحاجة من يعولهم؛ فقد بدأ البعض في استغلال مساحة عدم الاكتفاء هذه بشكل محترف، لا يخلو من الانتهازية والاستغلال، بالترويج للسؤال التالي: هل تبحث عن طريقة مضمونة لزيادة دخلك؟ يلي ذلك استغلال وتسخير الناس تحت هذا السؤال المبطن، للعمل في كل المجالات التي قد تتبادر إلى الذهن، ابتداء من المساهمة في غسل الأموال، إلى بيع زجاجات العصير وقوارير المياه عند الإشارات المرورية، وأن الكبار والبالغين لم يسلموا من هذا التغرير، بحيث انساقوا رجالا ونساء للعمل مع شركات وهمية، إما أن تأخذ منهم (تحويشة العمر وتتركهم)، وإما أن تستفيد منهم فتسخرهم وتستخدم حساباتهم البنكية، ويجدون أنفسهم في كمين محكم لا يستطيعون الخلاص منه، فكيف يكون الحال مع صغار السن، الذين يبحثون مع الباحثين عما يحقق الاكتفاء؟