لم يعد لدى فريق "طاش" أي جديد يذكر، ليس على مستوى "الأمية الدرامية" المدقعة، التي اعترف بها الفنان الكبير/ "عبدالله السدحان"، بعد الجزء الأول منه؛ وقال للإعلامي القدير/ "سلامة الزيد"، في برنامج "الشاطئ الآخر" لقناة art العامة: "مانقدمه أبعد مايكون عن الدراما"!! بل حتى على مستوى مرافعات الدفاع التي يقودها "عرَّاب طاش" أستاذنا الدكتور/ "عبدالرحمن الوابلي"، حيث كرر في مقالته: "تيس السدحان وتراجيديا النقد الدرامي"، يوم الجمعة قبل الماضي أن المبدع في المجال الفني: "... هو ابن بيئته، لن يتألق في مجاله، ما لم تتألق بيئته في احتضان ورعاية موهبته. وأول دعم للمبدع في المجال الفني، هو وبلا ريب أو شك، شرعنة ما يؤديه من إبداع... والفن لدينا خاصة الموسيقى والغناء والدراما هي من الفنون المحرمة، إن لم نقل، شبه المُجرّمة في ثقافتنا الاجتماعية. ولذلك فمبدعونا في هذين المجالين، يتحركون داخل نفق"! وأستاذنا يعرف جيداً أن هذا (قد) يفسِّر منع البضاعة من التداول أصلاً، كعدم وجود السينما، لكنه لا "يبرِّر" أن تجلبها مقلَّدةً رديئةً، إن استطعت أن توجدها ولو اختلاساً وتهريباً! وسيكون تبريراً مقبولاً للغياب؛ لو لم يقدم فريق "طاش" شيئاً، لكنه مرفوضٌ قطعاً؛ إذ جاء لتبرير الوجود الرديء المخجل، لبضاعة لم يعد يمدحها إلا "أمها وماشطتها"! ولكن منذ متى كان الفن مجرد انعكاسٍ للثقافة الجمعية؟ وهل يستحق"الإبداع" هذا الوصف ما لم يكن "ثورة" على السائد، و"انقلاباً" على النسق المترهل البالي؟
ثم يغمز "عراب طاش" الأصوات الناقدة، ويصف غياب النقد الفني المحترف بـ"الكارثة"؛ وأنه أصبح "مهنة من لامهنة له"، ويعترف بعدم وجود صناعة دراما! فهل يعترف بأن النقد "الكارثي" ليس إلا نتيجةً حتمية لإبداعٍ "أكرث وأكرث"؟!
أما الجديد "الحقيقي" في "طاش 17" فكان في شارة المقدمة كالتالي: "ورشة النص/ عبدالله وناصر"! فلم يُذكر حتى "مدير الورشة"، في اعتراف صارخ بأن الثنائي الجميل هو: "الكل في الكل"! وستأتي بقية الاعترافات في قادم الـ"طاشات"، على الإخراج، و"المونتاج"! وحتى الممثلون يمكن الاستغناء عنهم، فما هو "الكركتر" الذي لم يشخِّصه "ناصر وعبدالله"؟ بل ربما تكون فكرة أن يقوم "الثنائي" بجميع الأدوار هي المنعش "الدرامي الفعلي" الوحيد! وللأمانة: فقد طرحها الفنان/ "ناصر القصبي" على "الورشة" عام 2004، وكتبها "أحدهم" بعنوان: "دنيا كلها طاش"! لكنها كانت مكلفة جهداً ووقتاً، ويستحيل "سلقها" في شهرين، فكيف بثلاثين حلقة؟!