صمدت الهدنة المؤقتة التي أعلنتها مصر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في قطاع غزة ما فتح الطريق أمام مفاوضات مكثفة ومطولة غير مباشرة بدأت صباح أمس في العاصمة المصرية القاهرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية.

وقالت المصادر الفلسطينية لـ"الوطن" أن الوفد الفلسطيني يتمسك بمطالبه برفع الحصار عن غزة وإفساح الطريق أمام إعمارها دون تدخل إسرائيلي مع منحها الفرصة للازدهار بانفتاحها على العالم الخارجي عبر ميناء، إضافة إلى الإفراج عن أسرى في السجون الإسرائيلية.

وبالمقابل قالت مصادر إسرائيلية أن الوفد الإسرائيلي يتمسك برفض مطلب الجانب الفلسطيني إعادة إعمار المطار وبناء الميناء ويصر على منح تسهيلات على المعابر الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل مع رقابة دولية على إعادة إعمار غزة في حين أن موقفه من موضوع الأسرى ما زال غير نهائي.

وكانت الهدنة لمدة 72 ساعة بدأت بعد منتصف ليل أول من أمس بعد أن قصفت (حماس) تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى دون وقوع إصابات أو أضرار في حين شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات واسعة على قطاع غزة ما رفع عدد الشهداء منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 1940 إضافة إلى جرح 10 آلاف فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

وكانت مصر قالت في دعوة للطرفين"ارتباطا باستمرار تصاعد الأحداث في قطاع غزة، وضرورة حقن دماء الأبرياء، فإن مصر تدعو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للالتزام بوقف إطلاق نار جديد لمدة 72 ساعة اعتبارا من الساعة 001 بتوقيت القاهرة يوم 11/8/2014 ، من أجل تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة وإصلاح البنية التحتية، واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة والعمل خلالها على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم". ووصل الوفد الإسرائيلي المفاوض الذي يضم مسؤولين من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية والمخابرات الإسرائيلية صباح أمس إلى القاهرة في حين أن الوفد الفلسطيني الموحد الذي يضم الفصائل الفلسطينية الفاعلة في الساحة الفلسطينية كان يتواجد في القاهرة منذ أسبوع.

في غضون ذلك استشهد زكريا الأقرع ( 24 عاما) في بلدة قبلان جنوب نابلس في الضفة الغربية، في اشتباك مسلح مع قوة من المستعربين الإسرائيليين بعد محاولة اعتقاله حيث أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة اثنين من عناصره في الاشتباك.