بينما يتنافس العالم على صدارة قوائم "الأفضل" عالميا، ننافس بدورنا في قوائم "الأسوأ". هذا ما تقوله نتائج استطلاع أجراه مؤخرا موقع The Guide to Sleeping in Airports المتخصص بخدمات المطارات والتي وضعت مطار الملك عبدالعزيز بجدة في المركز الثاني في قائمة أسوأ مطارات العالم!
بل إنه احتل المرتبة الأولى في تصنيف أسوأ مطارات الشرق الأوسط، وحل مطار الملك فهد بالدمام في المرتبة الرابعة، أما مطار الملك خالد بالرياض فجاء خامسا!
هذا يعني أن ثلاثة من مطاراتنا الدولية الأربعة في طليعة المطارات الأسوأ في المنطقة، ولو شد "الطيران المدني حيله شوي"، لأضيف المطار الدولي الرابع إلى قائمة "السوء"!
ما لا يعرفه منظمو الاستطلاع، أن وجود مطاراتنا في قائمته السوداء إنما هو "بمزاجنا"، إذ لدينا الإمكانات القادرة على جعلها في مقدمة مطارات العالم، لكن "حنا ما نبي"! دليل ذلك ما أرجع إليه الموقع سبب ترتيب مطار الملك عبدالعزيز ثانيا في قائمة أسوأ مطارات العالم إلى معاملة الموظفين وتأخير إجراءات السفر من جهة، والازدحام بالمطار ونقص الخدمات كمحدودية المقاعد وانعدام النظافة من جهة أخرى.
قبل أيام قلت في مقال: "السعودية التي نريد" إنه ليس بالضرورة أن يكون الفساد سرقة أو اختلاسا، فالتقاعس عن الواجب هو فساد من نوع آخر. وما يحدث في مطاراتنا من قصور هو حلقة من سلسلة الفساد الطويلة في البلد، إذ ما يرصد لهيئة الطيران المدني كاف لبناء مدن بأكملها، فلا نحن طورنا المطارات، ولا وفرنا على الدولة الأموال.
متى ما أدرك القائمون على "الطيران المدني" أن المطار هو بوابتنا على العالم، وأن أول انطباع يرسمه الزائر عن البلد يتم من خلاله، عندها فقط يمكن أن نثق برغبتهم في التطوير والتحول للأفضل. ليس من المستغرب أن تشكك هيئة الطيران المدني بنتائج الاستطلاع، في محاولة منها لإقناع الجمهور بأنه متحامل، لكن من يقنع ملايين المسافرين عبر مطاراتنا الدولية بأن ما يعانونه ليس من "وعثاء السفر ولا كآبة المنظر"!