مرة أخرى، نحن شعب طيب وكريم.. ومرة ثالثة ورابعة وعاشرة هذا الشعب يعد أحد الشعوب القليلة في العالم الذي يعد الطيبة والنخوة و"الفزعة" وعمل الخير من صميم ثقافته وموروثاته، بل وجيناته التي تطبع تصرفاته!

لكن - وما أمر طعم "لكن" هذه المرة - طيبتنا هذه تتحول أحياناً إلى سذاجة وغباء.. وتوردنا المهالك والمحاكم والسجون، وتضطرنا إلى "حب الخشوم" للخروج من المأزق، والورطة - كل الورطة - إن قادتنا طيبتنا لمخالفة القانون في بلدٍ لا يعترف بـ" حب الخشوم"!

قبل فترة كنت واقفاً مع أحد الأصدقاء أمام موظف الطيران لشحن حقائبنا، تقدم مني رجل عربي يحمل "كرتونين"، وطلب مني أن أضعهما مع حقيبتي بحجة الوزن الزائد، على أن يستلمهما مني في محطة الوصول.. اعتذرت منه بأدب، فأنا لدي أكثر من حقيبة، فضلاً عن أنني لا أعرف محتويات القطعتين، اتجه نحو صديقي وكرر عليه الطلب فأخذها منه.. قلت له هل تعرف محتويات الكرتونين، فقال بلسان الشعب الطيب: "الأمور بسيطة، وهذا عمل خير، وما حنا خسرانين شي"! - والحمد لله أننا لم نخسر شيء فعلا، وسلمت الجرة تلك المرة!

- قبل فترة في أحد المطارات المحلية اكتشف موظفو المطار وجود كمية من "الحبوب المخدرة" في إحدى الحقائب، وحينما تم القبض على صاحبها، أفاد بأنها ليست له، بل لراكب عربي آخر لديه وزن زائد فأخذها منه كمساعدة و"فزعة"!

- هناك مسافرون كثيرون يقومون بتهريب الأموال والأدوية وقطع الآثار والوثائق والخرائط وقطع الحشيش المخدر وحبوب "الكبتاجون".. فلا تكن وسيلة لنقل الممنوعات؛ بسبب طيبتك الزائدة!

- حينما تكون في المطار، ويطلب منك راكب ما تسجيل إحدى أمتعته على تذكرتك يجب أن تعتذر بلطف وأدب، لا تعتقد أنه يجهل الوزن المسموح في الطائرة.. هذه مشكلته هو.. فضلاً عن أنك تمارس سرقة وتحايلا لا أخلاقيا على شركات الطيران من خلال توزيعك لوزن فائض عن حاجتك!

- فإن غلبت عليك سذاجتك؛ فعليك أن تكون مستعداً في مطار الوصول لأي مصيبة قد تكون بانتظارك.. وثق أنك لن تجد أحداً يتفهم معنى "الفزعة " و"النخوة"!