دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، إلى وقف فوري للعمليات العسكرية في غزة ،والضغط من أجل اتخاذ إجراء يقود إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقال البيت الأبيض في بيان عن الاتصال الذي دار بين الزعيمين، إنهما دانا استئناف إطلاق الصواريخ، وطالبا بوقف فوري للعمليات العسكرية مما يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار".
وأضاف البيان "كرر الرئيس أوباما ورئيس الوزراء كاميرون دعمهما لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حين أكدا على ضرورة أن يعمل الجانبان على الحد من الخسائر في صفوف المدنيين".
جاء ذلك في أعقاب تجدد الغارات الإسرائيلية على غزة بعد فشل تمديد الهدنة، حيث كانت الغارة الأولى لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أول من أمس بعد انتهاء وقف إطلاق النار الموقت في قطاع غزة، على مسجد النور في حي الشيخ رضوان في شمال غزة وتلاها في ساعات الليل قصف مسجد عز الدين القسام في مخيم النصيرات في وسط القطاع ثم مسجد حسن البنا في حي الصبرة في وسط القطاع أيضا ثم مسجد إبراهيم المقادمة، شمال شرق مخيم البريج.
أتى هذا التصعيد الإسرائيلي في وقت قالت فيه مصادر فلسطينية لـ"الوطن" أن الفصائل الفلسطينية تعمدت عدم التصعيد بشكل كبير لعدم إغلاق الباب أمام المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية غير المباشرة التي تجري في القاهرة. وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "منذ انتهاء وقف إطلاق النار الموقت عاد أكثر من 220 ألف فلسطيني إلى 89 ملجأ أقامتها (الأونروا) في غزة".
ولوحظ أن حركة (حماس) لم تشارك في إطلاق الصواريخ خلال اليومين الماضيين، حيث تبنت فصائل فلسطينية صغيرة والجهاد الإسلامي المسؤولية عن إطلاق نحو 60 صاروخا على المنطقة الواقعة في محيط 40 كيلومترا من قطاع غزة، حيث توقف إطلاق الصواريخ نهائيا قبل ظهر أمس وإن كان الاحتلال الإسرائيلي واصل غاراته على قطاع غزة.
وتقول دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية في تقرير أرسلته لـ"الوطن"، إنه نتيجة للغارات الإسرائيلية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في الشهر الماضي فإن 63 مسجدا لم تعد صالحة للاستعمال في حين أن 150 مسجدا تدمرت جزئيا نتيجة لأعمال القصف الجوي والبري والبحري.
ولا يخفي جيش الاحتلال قصفه للمساجد، إذ قال في بيان صباح أمس "منذ منتصف الليل أغارت طائرات سلاح الجو على 33 هدفاً في قطاع غزة، من بينها مقرات قيادة وغرف حرب ومساجد تم استعمالها لأغراض إرهابية".
وتقع المساجد في وسط الأحياء الفلسطينية المكتظة بالسكان في قطاع غزة.
وأدت الغارات الإسرائيلية المتلاحقة التي طالت منازل أيضا إلى استشهاد 5 فلسطينيين في الساعات الماضية وإصابة العشرات، ما رفع عدد شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 1902 فيما زاد عدد الجرحى عن العشرة الآلاف.
وقال عضو المكتب السياسي لـ(حماس) عزت الرشق في تعليق على صفحته الإلكترونية "مسخرة..! الوفد (الصهيوني) لا يتفاوض بحجة أن يوم السبت عطلة دينية عندهم، لكن الجيش (الصهيوني) لم يوقف العدوان وواصل القصف حتى أيام السبت".
وكان الرشق يشير بذلك إلى مغادرة الوفد الإسرائيلي المفاوض للقاهرة في ساعات صباح الجمعة بداعي احترام حرمة السبت التي تبدأ مساء الجمعة وتنتهي مساء السبت.
وحتى ساعات مساء أمس كان الوفد الفلسطيني يأمل عودة الوفد الإسرائيلي حاملا معه ردودا رسمية على المطالب الفلسطينية برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، سيما وأن أمس شهد تهدئة فلسطينية غير معلنة.
وقال الرشق، في اتصال هاتفي مع "الوطن"، إن "الوفد الفلسطيني تعامل بمنتهى الجدية والمسؤولية مع المفاوضات الجارية وقدم ردوده على ما عرض عليه ولكن الطرف الإسرائيلي يراوغ ويعمل على إضاعة الوقت ويتهرب من المسؤولية وهو يتحمل المسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن".
وأضاف "الوفد الفلسطيني يعمل بشكل متناسق وبانسجام جيد وموقفه موحد تجاه كل القضايا ويتعامل مع القضايا بمسؤولية وبقرار موحد".
من جهته أكد، نائب الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، قيس عبدالكريم "أبوليلى"، على أن الجانب الإسرائيلي لم يقدم حتى هذه اللحظة أي إجابات مقنعة أو مجزية على أي من المطالب التي يطرحها الوفد الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأجوبة الإسرائيلية تدور في نفس الحلقة المفرغة التي عنوانها تنظيم حصار غزة وليس رفعه وهذا أمر مرفوض فلسطينيا، وكل ما يقال عكس ذلك ليس له علاقة بالحقيقة.